الملك سلمان رجل الزمان والمكان..
تمتلك بعض العبارات طاقة لغوية زاخرة بالدلالات؛ تجبرك على التوقّف عندها لسبر غورها واستكناه ظلالها. هكذا هو شأننا مع أقوال الأمير خالد الفيصل؛ الذي يوظف بشاعريته الفذة أفكاره ويجعلها تحلق بأجنحة البلاغة والرصانة التعبيرية والإيجاز الدلالي بعيداً عن الإسهاب الذي يلجأ إليه قليلو الحظ من الفصاحة والبيان.
فأثناء رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – لحفل تسليم جائزة الملك فيصل العالمية في دورتها الحادية والأربعين لهذا العام ألقى صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين وأمير منطقة مكة المكرمة والرئيس التنفيذي لمؤسسة الملك فيصل الخيرية ورئيس هيئة جائزة الملك فيصل العالمية كلمة ذُيلت بعبارة ملهمة جداً ذكر فيها أن الملك سلمان رجل الزمان والمكان.. هذه العبارة جعلت الحضور يصفقون بحماس لا نظير له.
فالعبارات التي تصف ببراعة هذه القامة العظيمة والمتفردة وتنقش وصفاً معبراً عن رجل عُرف بحنكته ولفت أنظار العالم أجمع ألحقتنا بعدها بحالة دهشة وانتشاء ودفعتني للكتابة حولها وتجاه مقاصدها.
فالملك سلمان زعيم حقيقي تولّى قيادة المملكة في أصعب الأوقات في ظل تتابع الظروف الإقليمية الصعبة التي تلفح وجه الشرق الأوسط، كما أن إدارته للأمور السياسية والإدراك السريع لأبعادها والتقاط إشاراتها والقدرة المتمثلة بالمرونة في متابعة كل المستجدات على الصعد كافة وامتلاك حيز التغيير تحسباً لأي طارئ قلدته وسام “رجل المرحلة”.
شهدت هذه المرحلة الحالية تحوّلات سياسية كبرى عربياً ودولياً، ونتيجة لذلك كان حفظه الله يرسخ موقف المملكة من كافة الأحداث الدولية لمواكبة هذه المرحلة بمختلف نواحيها، حيث امتلك الملك سلمان شجاعة أسطورية بنبرته العالية التي كانت ترصد وتعبر عن موقف المملكة ضد اختزال القضايا العربية ضمن المصالح السياسية الضيقة.
والشأن الآخر هو الحديث عن بعده الإنساني الذي كان حاضراً بعيداً عن أية دوافع أخرى، ويحكي عن مسيرة طويلة العطاء آتت ثمارها، فإنسانيته وسخاء يده مكنته من خلق امتداد للدور الإنساني للمملكة ورسالتها العالمية للإغاثة والاستجابة العاجلة للاحتياجات الإنسانية وصل لمرحلة كبرى لا يستطيع العالم أجمع أن يشيح النظر عن مساهماته الإنسانية أو يغفلها، فكلّ مسانداته للمنكوبين واللاجئين والأقليات الفقيرة من المجاعات ومن تعرضوا للكوارث الطبيعية والبشرية والاضطهاد والتعذيب وإيلائهم أقصى درجات الرعاية والإحاطة والاهتمام كان رسالة الإنسان أن المُلك هو بالإحسان مما رفع اسم مملكة الإنسانية عالياً.
وفي إطار المعطيات الجديدة والمحطات المهمة التي تعبر عن الحقبة الزمنية الحالية والتي تقلّد مقاليد حكمها سلمان الحزم والعزم حوَّل هذه الفترة لمرحلة ازدهار من أهمها إطلاق أربعة مشروعات نوعية كبرى في عاصمة المملكة تقوم عليها “لجنة المشاريع الكبرى” برئاسة ولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، هذه المشروعات التي كشفت الغطاء عن سعودية معاصرة تحيطها هالة نور أشرقت في محيط العالم أجمع لتتحدث عن مستقبل مضيء يرسم ملامحه قائد فذ وهو رجل الزمان والمكان والمرحلة.
فهد بن راشد العبدالكريم
نقلاً عن (الرياض)