الرأي
بلاتر والفيفا.. فساد استضافة قطر لكأس العالم 2022م
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
جماعات الضغط (اللوبي) موجودة في جميع أنحاء العالم في الحكومات والشركات وحتى بين الأفراد وذلك لتمرير كثير من الأهداف (بطرق ووعود غير شرعية غالباً) عن طريق تكوين تحالفات بين جهات عدة ومصالح مشتركة إما حالية أو مستقبلية، وبذلك تصبح جماعات الضغط أمراً منطقياً في عالم كرة القدم، بل وتلعب دوراً كبيراً في تحديد أمور كبيرة ومفصلية في الفيفا ولتعرف حجم اللاشرعية في ملف استضافة قطر لكأس العالم 2022م لابد أن تعود إلى البدايات عند وصول جوزيف بلاتر إلى قمة هرم الفيفا رئيسا لها عام 1998م، وبدعم لوبي ترأسه محمد بن همام وهذا أمر قد يفاجئ الكثير نتيجة إلى ما آلت إليه الأمور بينهما.
تقرير جارسيا الذي سُلم في سبتمبر 2014م، نشرت منه نسخة (مختصرة) بعد ذلك بشهرين خلاصتها أنها تبرأ قطر وروسيا من أي تصرفات مشبوهة، بل على العكس ذكر ملاحظات على الملف الانجليزي والاسترالي والكوري والياباني مما دعا مايكل جارسيا للخروج و الإعلان أن ما نُشر ليس صحيحاً و مكتملاً، وكل ذلك كان في عهد الدون بلاتر الذي كان يمثل وباء كبر وتأصل و من ثم استشرى، حيث كان يزعم أن فيفا ليست فاسدة و الواقع أنها ليست ديمقراطية كما يزعم ولكنها أقرب ما تكون إلى الديكتاتورية تُدار بطريقة إدارة الدون كورليوني عائلات المافيا.
وجاء في بيان فيفا: “هذا ما دعا إليه رئيس فيفا جياني إنفانتينو في مناسبات عديدة، وأيده أيضا مجلس فيفا منذ اجتماعه في مدينة مكسيكو” و بالرغم من هذه الطلبات المتكررة فإن الرؤساء السابقين للجنة الأخلاقيات، كورنيل بوربيلي وهانس يواكيم إكيرت رفضوا دائما نشر التقرير ولكن بعد ذلك كان من المقرر إجتماع لجنة الأخلاقيات تحت رئاسة رؤساء جدد للمرة الأولى وكان من المقرر بالفعل أن يتم مناقشة نشر التقرير ولكن بما أن الوثيقة قد تسربت بصورة غير مشروعة إلى صحيفة ألمانية فقد طلب الرؤساء الجدد النشر الفوري للتقرير الكامل (بما في ذلك التقارير المتعلقة بفرق العطاءات الروسية والأمريكية التي أجراها السيد بوربيلي وحده) من أجل تجنب نشر أية معلومات مضللة.
لا يوجد شيء في تقرير غارسيا الكامل الذي وضع كأس العالم العام الماضي في روسيا تحت التهديد ولكنه يثير تساؤلات جديدة خطيرة حول نزاهة محاولة قطر التي يمكن أن تؤدي إلى دعوات جديدة لنقل البطولة و يشير الى عدد من الأمور المشبوهة الكثيرة التي يتم التحدث عنها كالهدايا والتأثير على الآخرين و الصفقات المشبوهة التي شابت ملف قطر لتنظيم كأس العالم 2022م.
و لندرك كيف أن بيئة الفيفا مؤهلة وحاضنة للفساد ففي 1998م كانت فيفا أمام اما الاستمرارية كالبقرة الحلوب مع بلاتر ومواصلة مسيرة هافيلانج، أو اختيار لينارد جوهانسون الذي كان يعد بشفافية أكبر، فيقول الآن توملسون البروفسور في جامعة برايتون و الباحث في شؤون الفيفا منذ ثلاثون عاماً يقول أنه في ليلة الانتخابات كان الكلام يدور في أرجاء الفندق عن أظرف مليئة بالمال تُعطى لأشخاص وهذا ما أكده جوهانسون بنفسه أنه سمعه وبالنسبة له كان أمراً غير عادل ومحبط … وهنا بدأ عهد بلاتر الذي كان يرتب له بن همام وهو أمر أكده غويدو تاجنوني مستشار بلاتر السابق أن بن همام رتب لأشياء كثيرة لبلاتر لمساعدته على الوصول إلى هدفه كالطائرة التي كانت تحت تصرف بلاتر دائماً وهو ما ساعده على التنقل الدائم وخصوصاً في الدول النامية للترويج لبرنامجه أو ربما تمويله.
بُعد آخر
منظمات حقوق الإنسان تقول أن كأس العالم 2022م عبارة عن كارثة إنسانية قيد التحضير بحسب شارون بارو (رئيسة ITUC) وبحسب إحصائيات دولتين فقط (الهند ونيبال) فما يزيد على 4000 عامل يعانون من معاملة غير إنسانية.