اللغة الصينية في مناهجنا
يروي أحد التجار معاناته من عدم إلمامه باللغة الصينية ويقول إنه دائما يتجه إلى مدينة قوانزو وبعض المدن الصينية المشهورة بإنتاج البضائع من جميع الأصناف سواء الأجهزة أو الملابس وغيرها ويضطر إلى الاستعانة بمترجم؛ لتسهيل تعاملاته مع الشركات الأخرى مما يفوت عليه الكثير من الفرص فيما لو كان يتحدث هذه اللغة، ويشترك معه في نفس المعاناة آلاف التجار الآخرين الذين يستوردون أطنان البضائع الصينية التي تمتلئ بها السعودية ــ ودول العالم أيضا ــ ولا غرابة في ذلك فالصين ثاني اقتصاد على مستوى العالم حاليا ولذلك فهي لغة الصناعة مستقبلا ومن الضروري إتقانها للوصول إلى أكبر قدر من المكتسبات على المستوى الصناعي والتقني الذي أبدع فيه هذا البلد.
ولذلك فإن اللغة الصينية تعتبر في العصر الحديث لغة الاقتصاد والمال، وهذان العنصران هما ما يقود عجلة التنمية والتطور والازدهار في جميع الدول، فإذا كنت تمتلك اقتصادا قويا تستطيع أن تتحكم في قراراتك وتسيرها كما تريد لا كما يرغب الآخرون، وتؤكد الدراسات أن الصين ستكون في عام 2030 القوة الاقتصادية الأولى على مستوى العالم، ومن هذا المنطلق جاءت نتائج زيارة سمو ولي العهد إلى هذا البلد لتؤكد أن اللغة الصينية ستدرس في المناهج، وهذا رأي سديد يشير إلى مواكبة السعودية الحديثة للمستجدات التي تعود بالنفع على البلد وعلى الأجيال القادمة، فهذه اللغة هي لغة التطور الصناعي والإبداع الهندسي والتقني، ولذلك من الضروري أن يتعلمها الطلبة والطالبات؛ ليتمكنوا من ملاحقة الجديد في كافة المجالات الذي أصبح صينيا بامتياز، ولا يغيب عنا ما وصلت إليه الصناعات في هذا البلد إلى كافة أرجاء المعمورة، فلا يوجد مكان إلا وتجد (صنع في الصين)، ومن الأهمية الاستفادة من تلك النقلة التي لن نستطيع تحقيقها إلا بتعلم هذه اللغة التي تعتبر جسرا ننتقل من خلاله إلى خفايا ودهاليز الابتكار والإبداع.
مبادرة (الحزام والطريق) التي أطلقها عام 2013 الرئيس الصيني شي جين ينضوي تحتها حاليا أكثر من 65 دولة وما يقارب من 70% من سكان العالم، ولذلك تعتبر أهم مبادرة اقتصادية في العصر الحديث والتي تؤكد على تبادل المنافع والتشارك والتفاهم في الكثير من المصالح المتبادلة، وبالتأكيد هذه المبادرة المهمة ستعزز من حضور اللغة الصينية وستعطيها مزيدا من القوة في المستقبل وبالأخص إذا أثبتت مبادرة طريق الحرير أهميتها ودورها الحيوي في تنمية الكثير من الدول، وهنا تأتي أهمية تعلم اللغة الصينية كرافد مهم يساعد أبناءنا على امتلاك زمام القوة والإبداع المعرفي.
الثقافة الصينية ليست غائبة عنا منذ زمن في جميع المجالات ونذكر منها الفنون الصينية سواء في مجال السيرك والمسارح وكذلك التصميم الهندسي المعماري الذي يوجد في أغلب دول العالم، ولدينا الكثير من المنازل يتم تصميمها على الطراز المعماري الصيني الجذاب، وكذلك المأكولات والمطاعم الصينية التي تنتشر في جميع مدن المملكة.
عبد الرحمن المرشد
نقلاً عن (اليوم)