الرأي , ثقافة
وزير الثقافة في جولة ولي العهد الآسيوية.. قوة الثقافة الناعمة!
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
باكستان: استعراض العلاقات الثقافية
كانت البداية من باكستان، البلد الذي يشترك مع المملكة في مشتركات كثيرة أهمها الدين والثقافة الإسلامية، حيث التقى وزير الثقافة مع وزير المعلومات الباكستاني فؤاد جادلي؛ وجرى خلال اللقاء، استعراض العلاقات بين المملكة وباكستان، في جانبها الثقافي، وبحث آفاق التعاون المشترك، والفرص الواعدة بتطويرها وفق عددٍ من المبادرات الثنائية المتعلقة بالشأن الثقافي.
الهند: تكريم الفنان إبراهيم القاضي
ومن الهند البلد الثاني في الجولة؛ جاءت الخطوة مختلفة، حيث امتزجت الإنسانية بالثقافة حين أعلن وزير الثقافة، في نيودلهي، عن تأسيس “كرسي إبراهيم القاضي”، احتفاءً وتقديرا لإسهامات الفنان إبراهيم القاضي الفنية والإبداعية، الذي يعد أحد أهم رواد المسرح في الهند، وتبوأ مكانةً عالية في المشهد الفني الهندي.
وِلد القاضي لأب سعودي، ويبلغ من العمر 94 عاما، ويعد أحد أهم رواد المسرح الهندي، فقد حققت أبحاثه الأكاديمية نتائج عملية انعكس صداها في مجال التصميم والإخراج المسرحي، وكان قد التحق بالأكاديمية الملكية المرموقة لفنون الدراما، وأنتج بعدها أكثر من خمسين مسرحية، ومنح العديد من الجوائز منها جائزة بادما لثلاث مرات، وجائزة هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي.”
وعمل القاضي مديرا للمدرسة الوطنية للدراما في نيودلهي لمدة 15 عاما، ثم أسس مؤسسة القاضي في عام 2006م التي تعنى بدراسة تاريخ الثقافة الهندية والحفاظ على إرثها، وحاز على جائزة “أكاديمية سانجيت ناتاك” مرتين، وهي أكاديمية وطنية هندية تعنى بالموسيقى والرقص والدراما،حيث حاز على الجائزة في المرة الأولى عن العمل الإخراجي في العام 1962م، ثم نال في المرة الثانية الجائزة الأهم التي تقدمها الأكاديمية، وهي جائزة “الزمالة” وذلك عن مساهمته مدى الحياة في خدمة المسرح والعمل من أجله.
وأكد وزير الثقافة: “أن الأعمال الرائدة التي قدمها إبراهيم القاضي فتحت آفاقا واسعة في مجالات المسرح والفنون في دولة الهند، وأنجبت جيلا مميزاً من الفنانين”، مضيفا أن القيم الشخصية التي حققها الفنان في المشهد الفني الهندي، إضافة إلى التزامه المستمر في تعليم الآخرين وتنمية مهاراتهم الثقافية، تجد تقديرا بالغا في المملكة العربية السعودية”. وأكد سموه، أن الوزارة لا تتوان في تكريم الفنانين والمبدعين بما يحقق التبادل الثقافي والفني، ويثري الساحة الثقافية والفنية، سواء محليا أو دوليا، فالفنان إبراهيم القاضي، يعد رمزا للشراكة الثقافية بين المملكة والهند”.
الصين: إعلان جائزة الأمير محمد بن سلمان للتعاون الثقافي
وفي المحطة الثالثة والأخيرة من الجولة في دولة الصين، تم الإعلان عن مبادرة ثقافية جديدة تصب في مسيرة التقارب بين الشعوب، وليس هناك أفضل وأنجع من وسيلة لدعم التقارب وتشجيع التفاهم مع الشعوب الأخرى من الثقافة، وقد سارع وزير الثقافة من داخل مكتبة الملك عبد العزيز في جامعة بكين إلى الإعلان عن جائزة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان للتعاون الثقافي بين المملكة والصين الشعبية.
وتعنى الجائزة بتكريم المتميزين من المملكة والصين من الأكاديميين واللغويين والمبدعين في عدة فئات، وتهدف الجائزة إلى تعزيز العلاقات الثقافية والعلمية بين البلدين، ودعم البحوث المتميزة لطلاب تعليم اللغة العربية في الجامعات الصينية، إلى جانب دعم الترجمة بين اللغتين العربية والصينية، ودعم الفنون والآداب والمعرفة، والترويج للغة والآداب والفنون العربية والإبداعية في الصين، وتشجيع التفاهم المشترك والتبادل الثقافي ما بين الثقافتين السعودية والصينية. وتحقيق الأهداف المشتركة لكل من رؤية السعودية 2030 ومبادرة “الحزام والطريق” الصينية.
وتعبر الجائزة عن النهضة الثقافية التي تعيشها المملكة بدعم وقيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وتعكس مخرجات ومبادرات رؤية السعودية 2030 التي تضمنت بتطوير قطاع الثقافة واهتمت بتحويله إلى عنصر جاذب ومؤثر داخلياً وخارجياً، ووسيلة حضارية لتعزيز صورة المملكة الثقافية العالمية. حيث قال وزير الثقافة في كلمته أثناء الإعلان:” إن هذه الشراكة باسم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، وهي تجسد الالتزام المشترك تجاه بناء الجسور الثقافية بين البلدين، وتطوير التبادل الثقافي، وتعزيز الفرص الفنية والأكاديمية، مبديًا تطلعه لرؤية المواهب التي ستكشف عنها هذه الجائزة في مختلف الفئات.
وتتميز علاقة المملكة والصين بتاريخ طويل من التعاون الثقافي والتبادل في مجالات الثقافة والفنون، يتضمن المهرجان السنوي للفنون العربية وقد دشّنته مكتبة الملك عبد العزيز العامة في جامعة بكين في 2017م خلال زيارة رسمية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود إلى الصين، حيث منحته الجامعة شهادة دكتوراه فخرية آنذاك.
وتشتمل الجائزة التي تنظمها مكتبة الملك عبدالعزيز العامة الجائزة بشكل سنوي على خمسة فروع رئيسة قيمة كل جائزة 100 ألف دولار؛ وهي: جائزة أفضل كتاب مترجم من اللغة العربية إلى اللغة الصينية، جائزة أفضل اختراع أو بحث علمي مقدم في جامعات وكليات العلوم التقنية في الصين، جائزة أفضل بحث تخرج مقدم من الطلاب الدارسين باللغة العربية في الجامعات الصينية، جائزة أفضل عمل فني وإبداعي خلال العام في التصوير والرسم والتصميم، وجائزة شخصية العام التي تركت تأثيرًا في الأوساط الثقافية من البلدين وتقدم لمن قدم جهداً لخدمة الثقافة والمعرفة.