غوغل وفيسبوك توظفان أفراداً أكثر من الصحف الأميركية! ولكنهم لا يحضرون اجتماعات مجلس المدينة ولا مؤتمرات صحفية ولا يطرحون أسئلة مهمة!
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
كشف تقرير «10 كيه» السنوي الصادر عن شركة ألفابيت الشركة الأم لشركة «غوغل» العملاقة، أن ألفابيت توظف 98 ألفاً و 771 موظفاً بدءاً من ديسمبر 2018م. كما كشف التقرير الذي أعده جستن فوكس وترجمته صحيفة الشرق الأوسط بالاتفاق مع وكالة بلومبيرغ، أن غوغل تفوقت أيضًا على صناعة الصحف الأميركية بالكامل من حيث أرباح الإعلانات.
وأضاف التقرير بأنه وخلال النصف الثاني من القرن العشرين، كان تحقيق الأرباح في الصحف الأميركية عن طريق بيع الإعلانات بشكل أساسي. وبدورها كانت الصحف تستخدم بعض تلك الأموال في توظيف الصحافيين الجدد. ومنذ عام 1997م، بتسريح مزيد من الصحافيين بسبب أرباح الإعلانات المفقودة، وبالرغم من استمرار هوامش الربح الصغيرة لم تتوقف الصحف عن تسريح مزيد من الصحافيين.
واليوم تتباهى شركات مثل غوغل وفيسبوك بعوائد الإعلانات الضخمة وبالهوامش التشغيلية الهائلة؛ حيث بلغت نسبة «ألفابيت – غوغل» 22.9% في عام 2018م، في حين بلغت نسبة شركة «فيسبوك» 44.6%. إضافة إلى قدرتهما على حشد الجماهير بطرق أكثر فعالية من حيث التكلفة التشغيلية وأكثر استهدافاً للجمهور من الصحف.
وأشار التقرير إلى أنه وفي السنوات الأخيرة، صارت تلك الشركات من كبار شركات الأعمال، حيث سجلت شركة «فيسبوك» عدد الموظفين لديها بنحو 35 ألفاً و587 موظفاً حتى 31 ديسمبر 2018م. وما لا تفعله تلك الشركات هو توظيف مزيد من الصحافيين.
وبحسب تقرير بلومبيرغ يبدو أن إجمالي خسائر الوظائف قد توقف تماماً في عام 2010م، ولكن هذه الفئة المتعثرة وسريعة النمو من «بوابات النشر الإلكتروني والبث الرقمي والبحث على الإنترنت»، ورغم أنها تضم كثيراً من الصحافيين الرقميين، فإنها تغطي أغلب الموظفين العاملين لدى شركتي «ألفابيت» و «فيسبوك» أيضاً. ووفقا للحساب السنوي للصحافيين والمراسلين من إحصاءات التوظيف التشغيلي الصادرة عن مكتب الإحصاءات العمالية. كان هناك ما يُقدر بنحو 38 ألفاً و 790 في أميركا عام 2017م، بانخفاض من 53060 في عام 2006م، ومن المحتمل، بحلول هذا الوقت، أن يكون عدد الصحافيين والمراسلين أقل من عدد العاملين في شركة «فيسبوك».
وذكر التقرير أنه تم القضاء على كثير من الوظائف الأخرى بسبب التغيرات التكنولوجية على مر الزمن، لذلك يمكن للأمر أن يبدو منطقياً ومرتبطاً بعضه ببعض عندما يسهب أحد الصحافيين في ذكر مساوئ الوظائف الصحافية المفقودة. ولكن الصحافيين يلعبون دوراً اجتماعياً مفيداً، وهذا الدور لا يسهل الاستيلاء عليه بواسطة الذكاء الصناعي، أو التعهيد الجماعي، أو غير ذلك من الابتكارات الحديثة. ورغم أن مزيج نماذج الأعمال الجديدة، ونماذج الأعمال القديمة المهملة سابقاً (الاشتراكات الصحافية بصورة أساسية) ومصادر التمويل غير الهادفة للربح، سوف تكون كافية بدرجة تحافظ على استمرارية عمل الصحافة الوطنية على نطاق فعال، على المستوى المحلي، فإن الأمور في المجمل لا تبدو مشجعة للغاية.
وقد بدأ العلماء في الوقوف على آثار هذه الخسائر لدى الصحافيين المحليين. وخلصت دراسة نُشرت في ديسمبر 2018م من تأليف بروفسور في الاتصالات وآخر في العلوم السياسية إلى أن إغلاق الصحف المحلية جعل الناخبين أكثر عرضة للتصويت لصالح توجه سياسي معين، مما يؤدي بالتالي إلى زيادة الاستقطاب الحزبي. وخلص الباحثون إلى أنه «عندما يفقد القراء الصحافة المحلية، يتحولون إلى تحيزهم السياسي لاستمداد الخيارات السياسية».
وخلص التقرير إلى أن غوغل تقوم بالعديد من الأشياء المفيدة، وهي توظف الآن الكثير والكثير من الأشخاص. لكنهم بشكل عام لا يحضرون في اجتماعات مجلس المدينة (الاجتماعات والمؤتمرات الصحفية) ولا يطرحون أسئلة مهمة.