الرأي
في اليوم العالمي للإذاعة.. مستمع تائه ما بين سخافة FM وضعف بث AM !
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
احتفلت المحطات الإذاعية العربية ومواقع الأخبار اليوم الأربعاء (13 فبراير 2019م) باليوم العالمي للإذاعة، والذي حددته المنظمة الدولية للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) يوم 13 فبراير/شباط من كل عام. تتنوع مظاهر الاحتفال ما بين سرد ممل ومكرر لتاريخ الإذاعات العربية ومسيرتها وتطوراتها وما أول إذاعة؟ ومن أين بدأت؟ وكأننا في فصل دراسي، وما بين مسابقات أو جوائز عابرة تكرر الأسئلة نفسها حول تاريخ الإذاعات وأسمائها أو أسماء برامجها.
كثير من هذه الإذاعات تجاهلت موضوع احتفالية هذا العام 2019م وهو “الحوار والتسامح والسلام”. حيث يمكن أن يكون البث الإذاعي منبرا للحوار والنقاش حول القضايا المهمة التي تشغل المجتمعات العربية المحلية، وأن يساعد على إيجاد الحلول ورفع مستوى الوعي بين المستمعين وتقريب وجهات نظر وتجاوز الاختلافات، وتسليط الضوء على وجهات النظر الجديدة التي لم تجد منبرا ولا وسيلة للتعبير.
الإذاعة منبر للتوعية والحوار واكتشاف الأفكار الجديدة، واستضافة المواهب المجهولة، وتسليط الضوء على الفنون الجميلة والأصيلة وخاصة في مجال الغناء والسرد والشعر، وليس مجرد إذاعة لبث برامج ساذجة وسطحية وعديمة الفائدة وأغاني سريعة بلا كلمات ولا ألحان ولا أي قيمة فنية كما يغلب ذلك على إذاعات الـ FM التي ظهرت في السعودية خلال السنوات العشر الماضية، والتي كما يبدو أنها لا تملك أية استراتيجيات واضحة لتطوير العمل الإذاعي ولا قدرة على تأهيل العاملين أمام مايكروفانتها وتزويدهم باللباقة والثقافة العامة، ولا تبد حتى الرغبة بالتعلم من الآخرين، بل تحرص فقط على تمضية الوقت بالكلام الغث والمواضيع السخيفة عبر الأثير، إذاعات تتسابق في التراجع إلى الخلف وفي البحث عن المثير من رياضة وأخبار فنية فقط.
يجب أن تكون الإذاعة مصنعا للكتابة والتأليف ودعم كُتاب المسلسلات الإذاعية وبثها، وأن تكون مكانًا للأصوات الإذاعية القادرة على التحدث بلغة عربية سليمة وجميلة، واستديو للضيوف المبدعين في مختلف التخصصات والمجالات.
مشكلة إذاعات الموجة القصيرة FM أنها لا تتعلم ممن هم أطول منها باعًا وأقدم تاريخا وأكثر خبرة وهي إذاعات الموجة الطويلة AM .. مثل الإذاعات الرائعة الكويت وعمان وقطر والرياض وجدة ومونتكارلو الدولية والشارقة. والتي يمكن لنا الاستماع إليها في السعودية، ولكن للأسف تكون ضعيفة البث إلا في فترات قصيرة خلال المساء، محظوظ من يعيش في الدمام والخبر وسائر مدن ساحل الخليج العربي، بإمكانه الاستماع لهذه الإذاعات بكل وضوح وبكل وقت.
الإذاعة ليست مجرد أخبار كرة قدم وأغاني وتوك شو سخيف، الإذاعة مساحة حرة للكتابة ووسيلة للآراء والتعبير عن الأفكار.