رجل جنّب قطر فضيحة المونديال: حياتي تحولت إلى جحيم
كشف الألماني عمار رشيد، أنه ساعد قطر في تجنب فضيحة كبرى قبل انطلاق مونديال كأس العالم لكرة اليد 2015، لكن ذلك القرار حوّل حياته إلى جحيم حسب وصفه، بعدما أجبر على ترك الدوحة وأعماله التجارية ورُفِض أن يحصل على أمواله، مما جعله يعاني مادياً في موطنه، إلى درجة لا يجد فيها قوت يومه.
وخرج رشيد عن صمته في حوار نشرته صحيفة «دير شبيغل»، قائلاً: وصلت إلى الدوحة عام 2010 وكنت أرى أن قطر دولة تحب الرياضة، وتمنح الجميع فرص النجاح، فقد ترشحت لتنظيم مونديال 2022، وامتلكت نادي باريس سان جيرمان الفرنسي في عام 2011.
وحصلت قطر على تنظيم كأس العالم 2015 لكرة اليد بعد أن صرفت 220 مليون يورو، وهو 10 أضعاف ما صرفته ألمانيا لتستضيف البطولة في عام 2007. وقد استأجرت 60 مشجعاً إسبانياً لتشجيع المنتخب خلال كأس العالم الذي أقيم قبل 4 أعوام كما جلبت مجموعة من أبرز لاعبي كرة اليد حول العالم من صربيا وإسبانيا لتمثيلها في البطولة.
وكان من المفترض أن يكون الحدث العالمي فرصة كبيرة لشركة عمار رشيد الصغيرة، بعدما طلب المنظمون منه صنع تميمة خاصة بالبطولة وصل ارتفاعها إلى 5 أمتار وكلفت 189 ألف ريال، ومنحوتة لكرة يد وصل عرضها لمترين ونصف دُفع لتصنيعها 52 ألف ريال. وهو ما قام به رشيد، حيث ظهرت في إحدى الصور لرئيس اللجنة الأولمبية القطرية وهو أمام التميمة العملاقة، ليعبر عن رضاه في وقت لاحق ويقول لرشيد “شكرا لهذا العمل العظيم، إن احتجت أي شيء في قطر يمكنك التواصل معي أو التحدث إلى اللجنة الأولمبية القطرية”.
وبعد تصنيع شركته للتميمة والمنحوتة، قدم رشيد خدمة كبيرة للقطريين عندما أتاه شخص أسترالي يعمل في شركة خاصة بالمناسبات متوتراً، يقول له بأن الكأس الخاص بالبطولة لن يأتي في الوقت المناسب، وهو الذي سيحمله أمير قطر يوم الافتتاح، وأضاف: يجب عليك أن تحاول صناعة واحد مشابه فقط للافتتاح حتى وصول الكأس الأصلية، حيث إن القطعة الأصلية يتم تصنيعها في إيطاليا في شركة “جي دي إي بيرتوني” والتي تقوم بصناعة الكأس الخاصة بمونديال كرة القدم أيضا، وإذا بدأت البطولة دون الكأس فهذه ستكون سابقة وفضيحة بكل ما تعنية الكلمة.
وصرف رشيد قرابة 50 ألف يورو لصنع لنسخة الكأس في الوقت المحدد. وقالت الشركة الإيطالية بعد التواصل معها من قبل “دير شبيغل” ، قالت أنها سلمت النسخة الأصلية في الوقت المحدد، قبل أن تجيب بأن الكأس تم تسليمها في الأيام الأولى من عام 2015، بعد افتتاح البطولة في يناير.
وانتشرت صور تؤكد ما قاله رشيد، حيث تظهر أناسا يصنعون كأسا مشابهة للأصلية، لأنها افتقرت إلى الذهب الأصلي و”لابيس لازولي وهي أحجار كريمة زرقاء اللون يتم تثبيتها على الكأس الأصلية. كما أن أمير قطر ظهرت له صور وهو يحمل الكأس بسهولة بيد واحدة ما يوضح أن الوزن كان خفيفا، رغم أن الكأس الأصلية وزنها يقارب 20 كيلوغراما، وهو وزن لن يستطيع الشخص رفعه بيد واحدة دون بذل أي مجهود.
وبعد تلك القصة بدأت الأمور تسوء بالنسبة للرجل الذي عاش في الولايات المتحدة، بعدما تم إجباره على التنازل عن شركته ورحل عن الدوحة تاركاً منزله و4 سيارات فارهة، وعاد إلى ألمانيا للبحث عن حقوقه، لأنه وكما قال للصحيفة الألمانية “التقاضي لدى المحاكم القطرية لن ينتهي بشكل جيد”.
وتواصل رشيد مع سفارة الدوحة في برلين، لكنه تفاجأ بخطاب ينفي أي علاقة قانونية تربط اللجنة الأولمبية القطرية بشخص اسمه عمار رشيد”. ولم يستسلم رشيد بمحاولة الحصول على حقه ليستلم رسالة ثانية جاء في نصها “يجب عليك أن لا تتصل مجددا وفي حال جئت بمزاعم لا صحة لها مرة أخرى أو هددت بالتحدث عن هذه القضية في العلن، فإنه سيتخذ في حقك إجراء قانوني للابتزاز”.