اتجاه لإضراب عام بالسودان.. والبشير يؤكد: المظاهرات لن تغيّر الحكومة
أكد الرئيس السوداني عمر البشير، الاثنين (14 يناير 2019م)، أمام حشد من أنصاره في إقليم دارفور بغرب البلاد، أن الحكومة لن تغير بالمظاهرات المناهضة له والتي تشهدها البلاد منذ نحو شهر.
وجاء كلام البشير خلال زيارته نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور، غداة تظاهرات مناهضة للحكومة شهدتها هذه المنطقة للمرة الأولى منذ بدء الاحتجاجات الشعبية منتصف كانون الأول/ديسمبر.
وقال: “الحكومة لن تغير بالمظاهرات والطريق واحد للحكومة. صندوق الانتخابات الفاصل بيننا، صندوق الانتخابات والشعب من سيقرر من يحكمه في 2020”.
ويشهد السودان احتجاجات منذ 19 كانون الأول/ديسمبر إثر قرار الحكومة رفع أسعار الخبز ثلاثة أضعاف.
وأضاف البشير: “أن السودان لديه أعداء كثر وهؤلاء لديهم ناس لا يعجبهم الأمن والاستقرار. لن نسمح لهؤلاء بتخريب بلدنا، ولن نسمح لهؤلاء الذين يقومون بإحراق ونهب ممتلكاتنا”.
وخلال الأيام الأولى للاحتجاجات، أحرق العديد من المباني والمكاتب التابعة لحزب المؤتمر الوطني الحاكم في بلدات وقرى.
وتشير السلطات إلى أن 24 شخصا على الأقل قتلوا منذ بدء الاحتجاجات، بينما أفادت منظمة «هيومن رايتس ووتش» أن حصيلة القتلى بلغت أربعين شخصا بينهم أطفال وموظفون في قطاع الصحة.
وامتدت التظاهرات المناهضة للحكومة للمرة الأولى الأحد إلى نيالا والفاشر عاصمة إقليم شمال دارفور.
وأمس (الأحد)، اشتبكت قوات الأمن السودانية مع محتجين في 3 مدن مع تواصل المظاهرات ضد حكم البشير للأسبوع الرابع.
ويشهد السودان احتجاجات فجرتها الأزمة الاقتصادية منذ 19 ديسمبر في أكبر تحد لحكم البشير المستمر منذ نحو 30 عاماً.
واستخدمت قوات الأمن الذخيرة الحية والغازات المسيلة للدموع لفض المظاهرات واعتقلت محتجين وشخصيات معارضة.
وذكرت لجنة تقصي حقائق حكومية أن عدد قتلى الاحتجاجات بلغ 24، بينما قالت منظمة العفو الدولية إن عدد القتلى 40 على الأقل.
وقال مسؤولون إن مندسين وراء هذه الاحتجاجات، وإن الحكومة تعكف على التعامل مع المشكلات الاقتصادية.
في السياق، أعلن تجمع المهنيين السودانيين وقوى سياسية معارضة عن اعتزامهم بدء إضراب شامل وتصعيد الاحتجاجات، فيما اتهمت الحكومة المحتجين بإثارة الشغب ومحاولة اقتحام مستشفى بحري.
وكانت قوات الأمن قد أطلقت الغاز المسيل للدموع، الأحد، وأطلقت الرصاص في الهواء لتفريق محتجين في الخرطوم بحري.
وقال شهود عيان، إن المتظاهرين كانوا يهتفون “سلمية سلمية” و”حرية، سلام، وعدالة، الثورة خيار الشعب”، حيث خرجوا إلى الشوارع في حي بحري في العاصمة قبل أن تسارع شرطة مكافحة الشغب لتفريقهم.
وأُفيد باندلاع احتجاجات أيضاً في مدني، وسط البلاد، والفاشر ونيالا في دارفور، وأمري في الشمال، والفاو في الشرق، علاوة على الدويم في النيل الأبيض.
ويأتي ذلك فيما لا تزال الدعوات إلى التصعيد مستمرة من أجل مواصلة الاحتجاجات والتظاهرات في المدن السودانية التي اندلعت منذ 19 ديسمبر الماضي.
ودعت قوى وتجمعات سودانية، في بيان، إلى مواصلة الاحتجاجات للضغط في اتجاه تنحية الرئيس عمر حسن البشير.
وكانت شخصيات سودانية أكاديمية وسياسية ونخبة من المثقفين والشخصيات القومية، جددت مبادرتها للسلام والإصلاح لمعالجة الوضع الراهن.
ورأى تجمع الشخصيات أن الأوضاع الاقتصادية المتدهورة، والاحتقان الاجتماعي المتفاقم، انعكاس لحجم الأزمة السياسية الخانقة، والإصرار على الاستمرار في احتكار السلطة.
وكانت لجنة تقصي الحقائق الحكومية في السودان أعلنت، مساء السبت، أن عدد القتلى في الاحتجاجات ارتفع إلى 24.
وأتت تلك الحصيلة بعد أن شكلت لجنة للتحقيق بأعمال العنف التي وقعت خلال الأيام الأولى من التظاهرات التي انطلقت في 19 ديسمبر احتجاجاً على ارتفاع سعر الخبز 3 أضعاف، بالإضافة إلى الوقود.