أخيرا .. اكتشفت زوجي
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
رسالة جميلة وصلتني عبر بريدي الإلكتروني أشاعت نوعا من الدفء في ذلك المساء البارد. تقول صاحبة الرسالة: “ارتبطت بزوجي منذ 25 سنة بعد حصولي على المرحلة الثانوية، وكنت وقتها في الـ18 من عمري. ليلة الزفاف أوصتني والدتي بعديد من الوصايا، قالت: لا تناقشيه ولا تغضبيه ولا تلحي عليه في الطلبات، وإذا استطعت أن تنجزي أمورك حتى تريحيه فافعلي. أما زميلاتي المراهقات، خصوصا من سبقنني في الزواج فكانت نصيحتهن: “وريه العين الحمرا” ولا ترضخي له، بل افرضي سيطرتك. ومرت أيام الزواج الأولى وصدى الوصايا والنصائح يتردد في عقلي. كنت أعيش معه في غرفة صغيرة بحمام مشترك في منزل أهله. لم تتأخر المشكلات كثيرا، قبل أن تطرق أبواب حياتنا، كانت مثل أمواج البحر الغاضبة لا تهدأ موجة حتى تبدأ واحدة أعنف منها، وتراكمت كثيرا في ظل وجودنا في منزل عائلته حتى شعرت أني لم أعد قادرة على التصدي لها، فخيرته بين طلاقي أو خروجنا إلى منزل مستقل، خصوصا بعدما أصبحت أما لثلاثة أطفال. وأخيرا وبعد عشر سنوات أصبح لي سكني الخاص، لكن المحبط أن مشكلاتي مع زوجي أصبحت تأخذ منحى آخر، حيث كان العناد والغضب والكلمات الجارحة والإهانات الموجعة هي السمة السائدة في كل خلاف، وأنجبت طفلين آخرين انضما إلى قافلة حياتنا التعيسة. أصبح زوجي يهرب من المنزل بشكل متعمد ولا يعود إلا متأخرا ليلا تجنبا للصدام بيننا، وفي آخر مرة تشاجرنا فيها صرخ في وجهي: “تعبت من حياتي معك، ما في شيء يضطرني للحفاظ على هالزواج سوى حبي لك، ما بعد فهمتي للحين، أي رجل ثاني ما راح يصبر على زوجة مثلك”، وخرج وأغلق الباب بقوة. تلك الكلمات كانت مثل اللكمات التي يوجهها الملاكم لخصمه قبل أن يوجه له اللكمة الأخيرة التي يسقطه بعدها. عدت إلى مراجعة أرشيفي معه فاكتشفت أن زوجي رجل نبيل لم يتوان عن مساندتي، لكني كنت أرغب في مزيد ولا أشعره بالامتنان لما يقوم به من أجلي، كنت مدفوعة برغبة السيطرة عليه وتطويعه وإشعاره بأنه لا شيء من دوني، وكنت أتعمد التقليل من احترامه أمام أبنائه، وأستمع إلى التجارب الزوجية التعيسة التي تكون فيها الزوجة هي الضحية وأتخيل أني سأكون إحداهن يوما فتزداد عدم ثقتي به. آمنت أخيرا بأنني أنا من يجب أن يتغير، وحين فعلت، اكتشفت أني أحظى بزوج رائع أصبح رفيقي! كم شخص علينا أن نكتشفه ونتعايش معه بحب قبل أن يغادر حياتنا.
سلوى العضيدان
نقلاً عن (الاقتصادية)