شاب مشهور يسأل أي زوجة أختار؟
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
شاب لم يتجاوز عمره 23 سنة يشتكي من صعوبة زواجه بسبب شهرته في الشبكات الاجتماعية، لديه أتباع بالآلاف في حسابه بالسناب شات والإنستجرام، ويقول إنه في كثير من الأحيان تطلب مني البنات التصوير معي وأعرف أن كثيرا منهن يرغب في الزواج مني، بالإضافة إلى كثرة الرسائل التي تصلني في بريدي الخاص بطلب الزواج مني حتى صرت أخاف أن أتزوج، فأكثر البنات لا أعرفهن واحترت في الاختيار من كثرة طلباتهن فبماذا تنصحني؟!.
قبل أن أجيب بماذا أجبته أحببت أن أذكر لكم أن مثل هذه الظاهرة تكررت عندي في أكثر من استشارة للمشاهير في الشبكات الاجتماعية، وخاصة المشاهير في عمر العشرينيات سواء من الشباب أو البنات، وأذكر أن فتاة سألتني مرة نفس هذا السؤال من كثرة الشباب الراغبين في الزواج منها بسبب شهرتها في الشبكات الاجتماعية، وبعضهم يتحرش بها وبعضهم يعرض عليها الزواج العلني والبعض يعرض الزواج السري، ونفس هذه العروض تأتي للشاب الذي تحدثت عنه،
وكان جوابي للشاب والفتاة أن معايير الزواج الناجح لا تختزل في الشهرة، فالشهرة ليست معيارا لنجاح الزواج ولهذا من أكبر أخطاء الشباب في الزواج أنه يعجبه شكل المرأة فيتزوجها، من غير دراسة لسلوكها وأخلاقها ودينها وبيئتها وتربيتها، وكذلك من أكبر أخطاء البنات في الزواج أنهن يعجبهن كلام الشاب فيقبلن بالزواج منه، من غير أن يدرسن سلوكه وأخلاقه ودينه وبيئته وتربيته، فالزواج مشروع دائم وليس شهوة مؤقتة، والرباط الزوجي يبدأ في الدنيا ويستمر إلى الآخرة فعمره طويل، وأي شخص مشهور حتى ولو كانت شهرته بالشر فإن كثيرا من الناس يتبعونه، فالشهرة ليست معيارا لنجاح الزواج، ولهذا صار الشاب من كثرة المعجبين به فاقدا للشعور برغبته في الزواج وتحولت مشاعره إلى الخوف من الزواج.
أما الفتاة فلما أجبتها أضفت على الجواب معلومة استغربت هي منها، فقلت لها: قد تحبين شابا يصلح أن يكون زوجا ولكنه لا يصلح أن يكون أبا، أو يصلح أن يكون أبا ولا يصلح أن يكون زوجا، فقالت: هذا لغز لم أفهمه، قلت: عندما تعجبين بشكل الشاب أو أسلوبه فهذا يعني أنه يصلح أن يكون زوجا، ولكن عندما تتأكدين من أنه يتحمل المسؤولية وبار بوالديه ويخطط للمستقبل وعنده رغبة في تكوين أسرة فهذا يعني أنه يصلح أن يكون أبا، قالت: أنا لم أفكر بهذه الطريقة، وقد ظننت أن كل زوج يصلح أن يكون أبا، قلت: لا ليس بالضرورة.
مثل هذه الحوارت مع المشاهير من الشباب مفيدة لهم وتساعدهم على اتخاذ القرار السليم للزواج، وقد قابلت أكثر من شاب مشهور عزف عن الزواج ويظن أن شهرته أو كثرة معجبيه تغنيه عن تكوين أسرة، لأن الزواج وتكوين أسرة يشبع الإنسان نفسيا ويعطيه طعما للحياة ويدفعه لمواجهة التحديات وكل هذه المشاعر تحققها الشهرة، ولهذا كثير من المشاهير يعزفون عن الزواج أو إذا تزوجوا لا يستمرون في زواجهم لأن عندهم شيئا آخر يغنيهم عن الأسرة، وهذه مسألة تستحق الدراسة والتأمل حتى لا تكون الشبكات الاجتماعية بديلا عن الأسرة،
فإذا انشغل كل فرد عن العائلة بحسابه الخاص، وصارت صداقته الافتراضية لفضفضة مشاعره، وصار الوقت الذي يقضيه في الشبكات الاجتماعية أكثر من الوقت المخصص لأسرته، واختار أشخاصا بدلاء عن أسرته ففي هذه الحالة صارت الشبكات بأنواعها بديلا عن الأسرة، وأعرف أشخاصا يصبحون ويعيشون وينامون على حساباتهم الاجتماعية وقد خسروا علاقاتهم الأسرية وأصدقاءهم وأحبابهم، وسيكتشفون في المستقبل أنهم خسروا الكثير بسبب تضحيتهم بالعلاقات الحقيقية.
فالشاب المشهور عندما سألني أي زوجة أختار من آلاف المتابعات من البنات أجبته اختر التي ترشحها لك والدتك ويوافق عليها والداك، فاستغرب من جوابي ولكنه اقتنع به في الأخير عندما شرحت له لماذا أجبته بهذا الجواب.
د. جاسم المطوع
نقلاً عن (اليوم)