سبارك اليوم.. سابك الأمس.. وللتفوق بقية
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
كنت أشرت في مقالتي هنا بالأمس، إلى أن إطلاق السعودية للقمرين الصناعيين Saudisat5 A-B لم يكن كحدث هو الأول، بل كان القمر السعودي الأول أطلق قبل 10 سنوات، وحتى تصنيع القمرين الذين أطلقا الجمعة لم يكن الأول بأيد سعودية كاملة، ولكن الجديد في هذه المرة هو طبيعة مهام هذين القمرين وما سيقدمانه لمراكز الأبحاث السعودية على الأرض للعديد من الجوانب المتعلقة بالتنمية وتخطيط المدن والعديد من الخدمات على الجانبين البيئي والعسكري.
ولأن الاستراتيجية السعودية للاستثمار في قطاعات الطاقة والتقنية تسير وفق خطة شاملة، فإن تدشين ولي العهد الامير محمد بن سلمان اليوم لمدينة الملك سلمان للطاقة بالظهران (سبارك) يعطي تأكيداً مهما على أن هذا القرار الاستراتيجي يمضي بخطى ثابتة وقوية نحو إيجاد قاعدة صناعية ضخمة تساعد على الابتكار والتطوير ودخول سوق المنافسة العالمية.
هذه المدينة الضخمة التي تقع على مساحة إجمالية تبلغ ٥٠ كيلومترا ستكون قادرة مع اكتمال كافة مراحلها الثلاث على توطين أكثر من ٣٥٠ منشأة صناعية وخدمة جديدة، وسيكون هذا المشروع العملاق الذي يضم خمس مناطق محورية هي: المنطقة الصناعية، والميناء الجاف، ومنطقة الأعمال، ومنطقة التدريب، والمنطقة السكنية والتجارية، جاذبا لاستهداف أكثر من ١٢٠ استثمارا صناعيا بنهاية المرحلة الأولى من المشروع، وبما يوفر ١٠٠ ألف وظيفة مباشرة وغير مباشرة على المدى البعيد.
أتذكر مع تدشين هذا المشروع اليوم أحد اهم الاستثمارات السعودية بعد شركة أرامكو، وهو مشروع شركة سابك السعودية العالمية التي كانت تمثل خيارا استراتيجيا هائلا لدخول السعودية لعالم صناعة البتروكيماويات في الثمانينات الميلادية، لتصبح سابك اليوم من أهم مراكز العالم المختصة في هذه الصناعة.
اليوم تنضم «سبارك» كشقيقة جديدة لشركتي أرامكو وسابك في المنطقة الشرقية بتطلعات واحدة وأهداف مشتركة وباختصاصات مختلفة، لتترقب السوق التنافسية العالمية خلال السنوات القادمة حضوراً سعوديا مؤثراً في صناعة الطاقة.
«سبارك» اليوم تستنسخ بكل قوة وثبات خطوات «سابك» وتستحضر تلك الآفاق والأحلام التي كانت تلوح قبل عقود من الزمن، إلا أن الجديد اليوم أن البيئة الحاضنة لهذا المشروع من خبرات وكفاءات سعودية مدعومة بخبرات عالمية لبناء هذه المدينة العملاقة، إلى جانب ما وفرته الحكومة من دعم ضخم لها، من شأنها مجتمعة أن تختصر الزمن وتثبت الأقدام للسير نحو تحقيق الأهداف الشاملة التي نشأ من أجلها هذا المشروع.
خالد دراج
نقلاً عن (الحياة)