«سبارك» وتحديات المستقبل
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
بين توقيع سمو ولي العهد على القمر الصناعي السعودي، بعبارة «فوق هام السحب»، من كلمات الأغنية الشهيرة التي كتبها الأمير بدر بن عبدالمحسن، وبين انطلاق الصاروخين قبل أيام، اختصار لحلم يتحقق على الأرض، بل ينطلق من الأرض للسماء.
وهذا الإنجاز يذكرني بالتشكيك في قدرة المملكة على تحقيق رؤيتها للعام 2030 ،والحقيقة أن أمرين ترافقا مع الرؤية وعززا من ثقتي بها، الأمر الأول أن هناك مؤشرات قياس واضحة لكل برنامج وكل مبادرة، الأمر الآخر المراجعة الدائمة والتصحيح والتغيير على المستهدفات، لتحقيق كفاءة في الإنجاز، ولدراسة الآثار الاقتصادية وأحيانا الاجتماعية.
فعلى سبيل المثال تم تمديد برنامج التوازن المالي إلى العام 2023 عوضا عن العام 2020 ،بهدف التخفيف من آثار الإصلاحات الاقتصادية، خاصة أنه من المرشح أن يبدأ مع العام القادم 2019 ،انخفاض في نسب البطالة، تبعا لخطط تمكين القطاع الخاص، ودعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة.
ومن أبرز برامج الرؤية، والذي أطلق أخيرا، هو برنامج «تطوير الصناعة والخدمات اللوجستية»، وهو أول برنامج في المملكة يستهدف التكامل بين قطاعات الصناعة والتعدين والطاقة بالإضافة للخدمات اللوجستية، ولعل أبرز الأمثلة عليه مشروع وعد الشمال الذي دشن المرحلة الثانية الملك سلمان بمدينة طريف، ومن المتوقع أن تصبح المملكة ثاني أكبر مصدر للأسمدة الفوسفاتية بنهاية المرحلة الثانية من المشروع.
وضمن برنامج الصناعة والخدمات اللوجستية، سيفتتح سمو ولي العهد اليوم الإثنين مدينة الملك سلمان للطاقة (سبارك)، والتي تستهدف العديد من المجالات الحيوية من بينها التنقيب والإنتاج والتكرير، والبتروكيميائيات، والطاقة الكهربائية التقليدية، وإنتاج ومعالجة المياه، وتقع المدينة بين الدمام والأحساء.
وكلما تم إنجاز أحد المشاريع العملاقة، فهناك تحديات كبيرة تم تجاوزها، والتحدي الرئيسي والكبير هو تقليل الاعتماد على النفط، ليس تحديا سهلا على الإطلاق، والدول التي نجحت في ذلك استغرقها ذلك عدة سنوات.
كما أن إنجاز هذه الصناعات مع توطين المحتوى المحلي، ونقل المعرفة إلى الشباب السعودي، تحد كبير أيضا، وأغلب الشركات من الغرب والشرق، لم تكن تحبذ نقل المعرفة، ولكن تم تجاوز هذا التحدي إلى حد كبير، وأثبت السعوديون وفي عدة مجالات أن لديهم أعلى مستويات الاحترافية.
هذا التحدي الاقتصادي والاجتماعي لم يكن بمعزل عن تحديات سياسية، فعدة دول عربية لم تخرج من زلزال الربيع العربي بعد، وهذا أضر بنسب النمو الاقتصادي في المنطقة، وزاد من انتشار التطرف والإرهاب، واليوم تحارب المملكة لموقفها الحاسم من داعمي الإرهاب.
سنفرح بكل إنجاز يأخذنا فوق هام السحب، وبإذن الله سنفرح كل يوم بمنجز جديد.
عبدالرحمن الطريري
نقلاً عن (عكاظ)