إعلام , الرأي
إعلانات المواقع الإلكترونية في الشوارع.. محاولة للنزول إلى أرض الواقع!
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
انتشرت في شوارع مدينة الرياض خلال شهر نوفمبر 2018م، وهو موسم الخصومات الكبيرة في المتاجر حول العالم، إعلانات ما يسمى عالميا بـ “الجمعة السوداء”، ومحليا وعربيا بـ “الجمعة البيضاء” أو “الجمعة الصفراء” كما يحلو لمنصة نون للتسوّق الإلكتروني تسميته نظرا للونها الأصفر، عدة شركات ومتاجر إلكترونية تسابقت لنشر إعلانات التخفيضات في شوارع الرياض وربما في مدن أخرى كثيرة. طبعا في ظل استمرار حملاتها الإعلانية الضخمة غير المسبوقة في الإنترنت.
من خلال متابعتي للتغيرات التي تطرأ على صناعة الإعلان في السعودية، يمكنني ملاحظة وجود إعلانات تقليدية كثيرة لمنصات ومتاجر وخدمات ومواقع إلكترونية هي بالأصل إلكترونية وليس لها محلات أو خدمات على أرض الواقع إنما تأسست إلكترونيا وتقدم خدماتها إلكترونيا فقط، وخاصة الإعلانات الخارجية “إعلانات الطرق”. أضف إلى ذلك إعلانات تقليدية أخرى ولكن بشكل أقل في الصحف المطبوعة لتطبيقات أو خدمات ومتاجر إلكترونية.
لماذا هذه الرغبة في الوصول إلى أعين الناس عبر الشارع وعبر الإعلانات التقليدية؟ في ظل وجود حملات إعلانية إلكترونية ضخمة تعمل طوال العام وفي كل المواسم! ورغم التوجه العالمي للإعلانات الرقمية وزيادة الإنفاق عليها!
السبب من وجهة نظري هو أنه خلال السنوات القليلة الماضية تأسست آلاف المواقع للتسوق الإلكتروني وحجوزات السفر والفنادق والسيارات وغيرها، ولكن بالوقت نفسه زاد معدل عمليات الاحتيال وسمعنا وقرأنا عن حالات احتيال كثيرة أكثر من أي وقت مضى، وتم اكتشاف مواقع وهمية أو مواقع سيئة الخدمة والجودة على أقل تقدير، ولذلك استخدمت مكتبة جرير في أحد إعلاناتها جملة “تسوق أونلاين كأنك بالفرع”. رسالة إلى وجودها على أرض الواقع، ومحاولة لزرع للثقة عند المستهلك.
ولهذا تأتي إعلانات المتاجر الإلكترونية ومواقع الإنترنت لشركات السفر والسياحة في الشوارع (الطرق) كمحاولة لكسب ثقة المستهلك، وإضفاء صبغة حقيقية على وجودها على أرض الواقع من خلال القرب منه. لأنه في ظل عدم وجود محل أو مكتب يزوره المستهلك ويتجول في داخله جسديا أسوة بمتاجر مثل جرير وإكسترا ومتاجر الملابس وغيرها من المتاجر والشركات التي تعمل معًا في أرض الواقع وعبر الإنترنت، فإن وجود الإعلان الملموس بالشارع ربما يساعد في خلق تواصل عاطفي مباشر مع المستهلك، حيث أن السمعة ما هي إلا صلة عاطفية بين الشركة والعميل كما يُعرّفها بعض متخصصي العلاقات العامة، وتمتاز وسائل الإعلانات الخارجية وأهمها إعلانات الطرق بقدرتها على الوصول إلى جميع أفراد وفئات المجتمع وفي كل الأوقات دون استثناء، بعكس وسائل الإعلان الأخر ىمثل المطبوعات أو حتى الإنترنت التي قد تتطلب استهداف كلفئة من الجمهورعلى حدة وبطريقة مختلفة عن الأخرى.
لذا أعتقد أن الإعلان التقليدي في الشارع قادر على تكوين علاقة وثقة متبادلة تصنع شعورا إيجابيا عند المستهلك تجاه هذا الشركة أو المتجر وتشعره بوجوده على أرض الواقع وبقربه من المستهلك وأنه ليس مجرد متجر في عالم افتراضي.