نحن ومقاطعة الأتراك

لا تزال وسائل الإعلام التركية وخاصة المقربة من بيت الحكم هناك، وكذلك عدد من كبار مسؤولي الحكومة التركية، يهاجمون المملكة وسياستها والإساءة لسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان – يحفظه الله -. ورغم التحفظ الكبير وضبط النفس الذي مارسته وسائل الإعلام السعودية تجاه تركيا وقادتها وسياستها، إلا أن الأتراك مصرون على ذلك النهج البغيض. فلقد سيسوا قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي – يرحمه الله -، وتاجروا بها واستخدموها كوسيلة ابتزاز وأداة تحريض في كل المحافل والمناسبات.

وحتى عندما نجحت المملكة – وسط تلك الحملات المركزة والمنسقة بين عدد من وسائل الإعلام «المسيس» في قطر وتركيا وأوروبا وأمريكا – بإعلانها وبكل وضوح عن كامل تفاصيل الحادث المؤسف والقبض على المتهمين وإحالتهم للمحاكمة العادلة، استمرت الصحف والقنوات التركية في شن حملات التحريض والتهديد والإساءة لحكومتنا وسياسة بلدنا. مما يؤكد على أن القيادة التركية حولت القضية من قضية جنائية إلى بقرة حلوب.

اليوم تجبرنا السياسة التركية تلك، على أن نكون في مواجهة معهم. ليست بالطبع مواجهة عسكرية ولا حتى مواجهة رسمية، بل مواجهة شعبية تنطلق من الشارع السعودي. هذا الشارع البطل الذي وقف في وجه تلك الحملات وأفسدها. ولعلنا نشهد أكثر من هاشتاق سعودي يطالب بمقاطعة السياحة والمنتجات والاستثمارات التركية، إلى أن تغير تركيا سياستها وعدوانيتها تجاه كل ما هو سعودي. فمصالح وطننا ومستقبله أهم بكثير من المصالح الشخصية.

أسمع من يقول لا تحرمونا من الطبيعة التركية، ومن يتحجج بأنه اشترى شقة هناك، وثالث يردد بأنه لا يحب السياسة ولا يريد أن يكون طرفا فيها، ورابع يقول إنها قريبة ورخيصة. هذه كلها أعذار «تافهة»، ومن العار انحياز المرء لها على حساب وطنه.

الشارع السعودي سيقول كلمته وهو القادر على النيل ممن يتعمد إلحاق الضرر بوطنه أو يسيئ لقادته فانتظروه. ولكم تحياتي.

محمد البكر

نقلاً عن (اليوم)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *