عمال مونديال قطر.. انعدام المسكن والمأكل
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
بعد أن تم خداعهم بوظائف باهظة الثمن عبر وسائل الإعلام، يعيش العاملين في ملاعب مونديال قطر 2022 في مكب نفايات ومخيمات مليئة بالقذارة وغير صحية، وسط معاناتهم من الفقر وعدم استلامهم لأجورهم لفترة طويلة.
وكشف تحقيق أجرته صحيفة (جارديان) البريطانية، عن المعاناة التي يمر بها العمّال الذين قدموا من قارة أفريقيا وبعضًا من دول شرق آسيا إلى قطر للحصول على وظائف قادرة بأن تمنح لهم ولعائلاتهم الطعام والراحة، لكن الواقع كان مريرًا بالنسبة لهم بعد أن تعرضوا للخداع، إذ قالوا “إن إعلانات عن وظائف البناء في قطر تم بثها عبر الراديو ، وحوالي 300 منهم اغتنموا الفرصة” ، وقال أحد العمال: “ذكر لي الوكيل أن قطر أغنى دول العالم، ويمكنك معرفة ذلك من “جوجل” وقال سنحصل على راتب كبير، ولكن عندما جئت إلى هنا، وجدنا أنه كان عكس ذلك”.
ويستوعب أحد المخيمات لأكثر من 4500 رجل، وهو في منطقة غير صحية لاسيما أنه مبني في مكب للنفايات.
وكانت تتراوح أعمار العاملين المتواجدين في المخيم بين 28 و38 عامًا وكلهم متزوجين ولديهم طفل واحد على الأقل، وأقروا جميعًا أن المخيم غير لائق صحيًا لهم، مشيرين إلى أن لديهم أصدقاء من الجنسية الغانية يعيشون في مخيمات اخرى قذرة وليس لديهم طعام أو وسائل للراحة، قبل أن يتحدث أحدهم عن الأجور، إذ قال:” من الصعب الابتعاد لفترة طويلة عن بلدك، في بعض الأحيان تريد أن تكون وسط عائلتك وقد لا يكون لديك المال لإرساله لهم، كان من المفترض أن نكسب شيئا كبيرًا لكننا نحقق أرباحًا صغيرة”، وأضاف الآخر وهو غاضب:” 650 هو مرتبنا الشهري”، أي يحصل العمال على 35 جنيه أسترليني في الأسبوع؛ 5 جنيهات استرلينية في اليوم، والأموال التي يرسلونها إلى عائلاتهم ليست إضافية، بل عبارة عن الدخل الأساسي، وقال الغانيون أن المال غير كافٍ.
وأوضح رجل يبلغ من العمر “38 عامًا”، لديه ولدين عمرهما 10 أعوام والآخر سنتين: نظامنا في غانا هو العائلة الممتدة. عندما يحتاج أي شخص إلى مساعدة، يأتون إليك، يعلمون أننا سافرنا إلى قطر ويسألوننا عن المال، لكننا لا نملكه، ليس لدي ما يكفي لإطعام أسرتي، المال الذي نحصل عليه ليس ما كنّا نتوقعه، نحن نفكر في هذا طوال الوقت”.
وقالوا العاملين أنهم لا يعتقدون أن رفع التظلم سيغير أي شيء، حيث قال أحدهم الذي يبلغ “29 عامًا”: نحن لا نملك أي مساعدة من أي مكان، يجب علينا دعم أنفسنا وتشجيعنا كل يوم، وإلا ماذا ستفعل، تقتل نفسك؟”
وذكر الصحفي في تحقيقه، أنه “خرج إلى وسط العاصمة القطرية الدوحة حيث أحد شوارع منطقة مشيرب التي كانت عبارة عن حشود كبيرة من العمالة البنغلاديشية المتواجدة في المنطقة تلك، التقت الصحيفة بالعمالة وطرحت عليهم أسئلة على أمل أن تتحسن أحوالهم السيئة، قبل أن تمر دقائق قليلة وتتجمع حشود أكبر من العمالة التي يروي كلاً منهم قصص اليأس وتجاربهم في المخيمات، وقال أحدهم :”الناس هنا يعملون ولكن لا يتم الدفع لهم، الأجور منخفضة للغاية” ، وقال أحدهم أنه جاء عن طريق وكيل لأحد الشركات للعمل في قطر ولديه ورقة تحمل اسم كفيله عليها، لكنه إلى الآن لم يتمكن من العثور على الشركة المذكورة.
وذكر رجل بنغلاديشي يبلغ من العمر 28 عاماً: “هنا (في قطر) عندما تعمل فإن الشركة لا تدفع لك”.
وصرخ شاب آخر يبلغ من العمر “26 عاماً” بأنه لم يكن لديه مال حتى لتناول الطعام، وقال: لا يوجد أرز ولا خضراوات ولا دجاج.. فقط “شاباتي” هو نوع من الخبز الذي يعمل بالطريقة البنجابية، وأضاف بعد سؤال الصحفي عن المدة التي لم يتناول فيها على طعام مناسب: “ثمانية أشهر”.