قطر… المقاطعة مستمرة
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
راهن كثير من عجم وعرب على خلخلة التحالف الوثيق بين «الرباعية العربية»؛ المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية والإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين، بفعل الهجوم المكثف إعلامياً وسياسياً في قضيتي حرب اليمن ومقتل جمال خاشقجي.
الواقع أن الهجوم فعلاً كان غير مسبوق. والتنسيق المركز بين أطرافه الثلاثة؛ «الإخوان المسلمين» والخمينية واليسار، بلغ درجة من الإحكام والتكثيف غير مألوفة.
كان هدف الحملات المهولة على السعودية، وعلى شخص ولي العهد… عرّاب الأمل والرؤية الجديدة، وصاحب الحزم، ومحاصر المشروع الخميني الإيراني الغازي، إبطال قوة التحالف القائم على أعمدته العربية الأربعة، في عواصم الحزم العربي؛ الرياض والقاهرة وأبوظبي والمنامة.
لكن مسعى الهائجين المائجين خاب، وانطلقت جولة الأمير محمد بن سلمان الدولية من الصديق الصدوق، دولة الإمارات، ثم بحرين الأمانة والوفاء، ثم مصر القوة وعزّ العرب. وبعد ذاك، تنطلق جولة «مغاربية» لافتة للأمير محمد. وخاتمة المطاف الدولي، «قمة العشرين» الكبار في الأرجنتين.
لا تغيير، لا تردد، لا ضعف ولا وهن، الثوابت هي الثوابت، قبل حملات مقتل خاشقجي واليمن، وبعدها، وكل الشائعات والأراجيف التي تطبخها «قناة الجزيرة» وكل شبكات قطر و«الإخوان المسلمين»، عن المملكة العربية السعودية ومؤسسة حكمها. وعن تراجع «الرباعية العربية» مثلاً عن مقاطعة قطر حتى تكف عن سياسة دعم الإرهابيين وإثارة الفتن.
كل هذه الرغبات مصيرها الحسرة والخيبة. وها هي الأخبار تَرِد عن زيارة ولي العهد السعودي لمصر، بأنه جرى التأكيد بين مصر والسعودية على مواجهة التدخلات الإيرانية. كما أفادت بتمسك الرئيس عبد الفتاح السيسي والأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي بشروط المصالحة مع قطر من دون أي تنازل.
كل من راهن وعمل على تهشيم «الرباعية العربية»، وإحباط العزيمة السعودية، هذه الأيام… عليهم المحاولة في مرة مقبلة!
مشاري الذايدي
نقلاً (الشرق الأوسط)