الأسلحة الأوروبية والابتزاز السياسي !
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
وفقا لمختص ببرامج التسلح السعودية فإنه لا توجد صفقات تسلح سعودية من ألمانيا حتى توقفها حكومة برلين، لكن هناك عقود قطع غيار لأجهزة وأسلحة أوروبية تشارك ألمانيا في تصنيعها!
مشكلة أسلحة الدول الأوروبية أنها متداخلة في تصنيع مكوناتها، فعندما تشتري على سبيل المثال سلاحا فرنسيا فإن بعض مكوناته تصنع في ألمانيا وبالتالي يصبح للألمان دور في تلبية احتياجات قطع غياره، وهذه الإشكالية هي ما عانت منها إيران في مواجهة العقوبات الأمريكية، فقد حرمت من الكثير من المنتجات بسبب وجود مكونات أمريكية في تصنيعها، ولعل أبرزها طائرات أيرباص الأوروبية!
الدول المصنعة للأسلحة باتت اليوم أكثر تحكما ليس في مبيعاتها وحسب بل وحتى في شروط استخدامها، ومع تقدم التقنية باتت بعض أنظمة توجيه الصواريخ والطائرات المقاتلة مرتبطة بأنظمة مصنعيها، ولم تعد المسألة التحكم بالسماح بنقل السلاح إلى طرف ثالث بل وأحيانا باستخدامات المستفيد الأول نفسه!
لا يكفي اليوم أن تتفادى شراء سلاح من حكومة متقلبة المزاج كحكومة ألمانيا، بل يجب أيضا أن تضمن ألا يكون لمثل هذه الحكومات علاقة بأسلحة تشتريها من حكومات أخرى، والأهم من ذلك أن تعمل على امتلاك الخيارات البديلة، وتطوير قدراتك الذاتية لامتلاك قدرات تصنيع المكونات البديلة وقطع الغيار اللازمة عند وقوع الأزمات والحروب وحالات الابتزاز السياسي!
خالد السليمان
(عكاظ)