وعد الشمال.. والعالم
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
المدن التي يذكرها التاريخ تعيدها التنمية يوماً إلى واجهة العالم، وتجري الحياة في شرايينها مجدداً، وتستقطب رأس المال البشري ليجد فيها مكاناً للعمل والإنتاج، وتفتح أبوابها أمام المستثمرين بحثاً عن فرص واعدة، وآمنة.
طريف القابعة في أقصى شمال المملكة كانت إحدى النقاط التي مرّ بها خط أنابيب البترول “التابلاين”، الذي تم إنشاؤه العام 1948م بطول يبلغ 1,600 كيلومتر، واشتهرت بهذا الخط على مدى عقود من الزمن قبل أن يتوقف، وتتوقف معه حياة المجتمع هناك، حيث هاجر شبابها بحثاً عن لقمة العيش في عدد من مناطق المملكة، وبقيت المدينة على أطلال أنابيب التاريخ، ولكنها بعد زمن تعود بفعل التنمية، حيث يضم باطنها مخزوناً من المعادن يصل إلى خمسة تريليونات ريال، وتضم مشروعاً عملاقاً لتعدين الفوسفات، ولم تكتف بعودة شبابها وإنما زاد عليهم جيل آخر من الشباب الواعد الطموح الذي وجد في طريف مكاناً للحياة ولقمة العيش.
اليوم يضع خادم الحرمين الشريفين الحجر الأساس للمرحلة الأخيرة لمشروع وعد الشمال لإنتاج الفوسفات في طريف، كما يدشن عدداً من المشروعات التعدينية والصناعية الكبرى بإجمالي استثمارات 85 مليار ريال، وتوفير 90 ألف وظيفة بحلول العام 2020، والوصول بالمملكة إلى ثاني أكبر منتج للفوسفات في العالم بحلول العام 2024، حيث تمثّل تلك الأرقام بداية الصعود الجديد لمدينة طريف التعدينية، من خلال تجسيد عملية التكامل الصناعي بدءاً من الاستكشاف والتنقيب إلى التصنيع والتصدير، وهي مراحل عمل نشطة ومتعددة لتحقيق عوائد مجزية لاقتصاد الوطن، وتنويع مصادره مع النفط والبتروكيميائيات، كما سيكون نظام التعدين الذي يدرس حالياً فرصة أمام المستثمرين للتنقيب في مجال التعدين الحيوي لمستقبل المملكة وأجيالها.
المناطق السعودية اليوم تحمل هوية مشروعات اقتصادية كبرى، حيث يتحقق معها تنمية متوازنة، وفرص عمل جاذبة، ورؤية أفضل للمستقبل وفق أهداف محددة، إلى جانب دعم القطاع الخاص ليأخذ فرصته، والاستثمارات الأجنبية لتعزيز مشاركتها وحضورها، والوطن ليحصد نجاح رؤيته العميقة والطموحة في بناء سعودية جديدة قوية ومؤثرة.
الدولة ماضية في مشروعاتها التنموية، وخططها الإصلاحية للاقتصاد الذي يحقق عوائد، والأهم تطوير القدرات البشرية وإعداد الجيل الجديد لوظائف المستقبل، وكل ذلك يجعلنا في سباق مع الزمن لا يتوقف، ولا يهدأ؛ لأن طموحنا كبير، وهدفنا أن نبقى مع العالم الأول الذي يليق بنا حكومة وشعباً.
د. أحمد الجميعـة
(الرياض)