تعرف على قصة ومواصفات أصغر قطعة في الكعبة المشرفة
وضعت قريش قبل 1500عام ميزاب الكعبة المشرفة عند إعادة بناء الكعبة الشهيرة، والتي شارك فيها الرسول حين كان عمره 35 عاماً.
ميزاب الكعبة هو قطعة معدنية لتصريف الأمطار التي تهطل على سطح الكعبة المشرفة، وإنزالها نحو حجر إسماعيل، وقد شهد على مرّ السنين عدداً من عمليات التجديد والتطوير، كما تم تلبيسه بالذهب كحال أجزاء الكعبة الأخرى.
ويحظى ميزاب الكعبة وجريان الماء منه باهتمام كبير عبر كتابات العديد من المؤرخين، الذين وصفوا شكل وعمل الميزاب في فترات المطر.
ويعتقد بعض المسلمين أن هطول المطر أثناء وقوفك في صحن الكعبة نعمة وهبة من الله، وأن من يهطل عليه المطر الجاري من تحت الميزاب أو بالقرب منه فهذه هبة أكبر.
ووصف بعض الكتاب على مرّ التاريخ ممن هطل عليه المطر وهو قرب الميزاب تلك اللحظات في عدد من الكتب التي توثق البلدان والأمصار.
ويُعد أول من وضع ميزاب الكعبة قبيلة قريش، كما ورد في كتاب ابن هشام في قصة بناء الكعبة الشريفة.
وأعاد الميزاب ابن الزبير بطريقة مختلفة، حينما جعله يصب خارج حجر إسماعيل، قبل أن يعيده الحجاج لما كان عليه من بناء قريش، وهو البناء الموجود في الشكل الحالي، حيث يقع حجر إسماعيل خارج الكعبة ويصب الميزاب داخله.
وآخر ميزاب تم صناعته للكعبة كان عام 1418 هجرية عندما استبدل في عهد الملك فهد في تجديد الكعبة. وتم حينها استبدال الميزاب بآخر جديد يحمل أغلب المواصفات السابقة، بالإضافة لبعض التعديلات، حيث وضعت مسامير فوقه لمنع وقوف الحمام عليه، وقد صفح بالذهب. والوليد بن عبدالملك هو من قام بتلبيس الميزاب بالذهب.
وقد وصف الأزرقي الميزاب بقوله: “طوله أربع أذرع وسعته ثمان أصابع وارتفاعه ثمان أصابع”، وهي مقاييس كانت تستخدم قديماً.
ويأخذ الميزاب شكلاً مستطيلاً مفتوحاً من أعلاه مما يلي السماء، ومقفلاً مما يلي سطح الكعبة، ومفتوحاً مما يلي حجر إسماعيل لجريان الماء فيه أثناء غسل سطح الكعبة أو وقت هطول المطر.
ويبلغ طول الميزاب 2.58 متر، منها 58 سم داخل جدار الكعبة، وعرضه 25 سم وارتفاعه 16 سم، وقد تم تصفيح جوانب الميزاب المصنوع من خشب “التيك” وهو أقوى الأخشاب الموجودة في العالم.