مجمع الفقه الإسلامي يحدد سِن الزواج ويمنع التعدي بالختان
أقر مجمع الفقه الإسلامي الدولي في دورته 23 المنعقدة بالمدينة المنورة، الخميس (الأول من نوفمبر 2018م)، جملة من التوصيات تلاها في الحفل الختامي المقرر أحمد الحداد.
وفي شأن زواج الصغيرات حدد بلوغ الخامسة عشر إلى السادسة عشر سنا للزواج لبلوغ الصغيرة الحلم وانضباطه كما قرر الفقهاء, أما إبرام العقد دون الدخول فيحدد حسب الزمان والمكان وصلاحية الطرفين للزواج وتكوين الأسرة, ويناط الحق بالأب ويمنع عند المضرة فلا يجوز له التزويج حتى تبلغ الفتاة الخامسة عشر , وولاية الأب وغيره مقيدة بتحقيق المصلحة , ولا يجوز التزويج إلا بإذن الفتاة , ويتعين وضع ضوابط صحية لتزويج الصغيرات من قبل الأطباء الثقات.
وحول ختان الإناث أكد المجمع أنه عادة اجتماعية قديمة وجه النبي صلى الله عليه وسلم بتهذيبها على شكل يحمي الأنثى من تجاوز الحد المعتاد وهو محل خلاف بين أهل العلم , وأقر المجلس عدم جواز المساس بأي جزء من الجهاز التناسلي الأنثوي عدا ما ذكر لما فيه من الإضرار بالأنثى في حياتها الزوجية.
وأصدر المجمع قرارات حول أحكام الإعسار والإفلاس في الشريعة الإسلامية وأن ذلك لا يتم إلا بحكم قضائي وأوصى بدراسات موسعة مستفيضة للحلول العملية لمعالجة الإعسار وسن أنظمة وقوانين تحمي العاملين في الشركات تحفظ حقوق الأطراف , وعن المفطرات في مجال التداوي أكد بأن بخاخ الربو وسحب الدم للتحاليل المخبرية والتحاميل والمنظار الشرجي ولصقة إزالة الشعور بالجوع وشفط الدهون والحجامة والفصد وفقد الوعي بسبب التخدير كلها لا تفسد الصيام.
وأوصى المجلس بإجراءات فكرية عملية لمواجهة التطرف منها النهوض بالخطاب الديني وبوظيفة الإمام والمؤذن وإنشاء مراكز قرآنية يشرف عليها مختصون , واختيار المفتين الأكفاء واعتماد الفتاوى الجماعية في النوازل , وتبني خطاب الوسطية وتعزيز التسامح والمواطنة , ودحض شبهات ذوي الفكر المتطرف.
وتناولت القرارات أحكاما تخص المزايا التي يمنحها المصرف لعملاء الحساب الجاري من المنظور الشرعي , والتحوط في المعاملات المالية , والغلبة والتبعية في المعاملات المالية , قضايا الصكوك , ومسؤولية الطبيب عن الأخطاء الطبية غير العمدية , وكذلك أثر عقد الزوجية على ملكية الزوجين حيث شددت القرارات على استقلالية الزوجين ماليا , ومشروعية التراضي بينهما , واللجوء للقضاء للمطالبة بالتعويض عن الأضرار بعد انتهاء العلاقة , والدعوة لإنشاء مؤسسات حكومية وأهلية لرعاية المطلقات لسد حاجتهن.
وألقى مدير الجامعة الإسلامية د. حاتم المرزوقي كلمة أكد خلالها أن من أسباب نجاح المؤتمر رعاية خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله – له , وشرف المكان , واجتماع الفقهاء , منوها بالنموذج الذي قدمته المملكة باعتمادها الإسلام منهاج حياة وفخرها بأن دستورها الكتاب والسنة.
وفي كلمة لرئيس مجمع الفقه الإسلامي الشيخ صالح ابن حميد نوه بالقرارات والتوصيات التي تمخضت عن المؤتمر والتي سلك خلالها الفقهاء منهج الوسطية والسهولة والرفق , مشيرا إلى أنها ستكون مرجعا لمن ينشدون تطبيق الشريعة وللقضاة والمفتين والأطباء والاقتصاديين وغيرهم.
ثم تلى د. أحمد عبدالعليم وثيقة المدينة المنورة التي عرض خلالها حقائق عن الدين الإسلامي واستعرض جملة من مبادئه السمحة , أعقبها برفع برقيتي شكر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين – حفظهما الله – على الرعاية الكريمة للمؤتمر واهتمامهما بقضايا الأمة الإسلامية , واختتم الحفل بتسليم الدروع للمشاركين.