عبدالله بن بخيت : لماذا هذا التوقيت السيئ لساند؟
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
نعيش مشكلة إدارية. من اختار إطلاق برنامج ساند الضريبي لا يعرف فن الإدارة ولا يجيد فن التعامل مع الجماهير، ولا يعرف حتى كيف يختار الأسماء. التوقيت سيئ والتبرير سيئ والاسم أسوأ من سيئ.
البلاد تمر في مرحلة تحول. مرحلة إعادة بناء البنية التحتية تقريبا من الصفر. سخر خادم الحرمين الشريفين كل واردات المملكة الكبيرة لتأسيس بنية تحتية تكون الأساس الذي سوف يقف عليه الاقتصاد السعودي الحديث. تطوير القضاء، طرق مواصلات تعليم عام جامعات صروح رياضية دعم حريات مكافحة التشدد.. الخ. خلال سنوات قليلة سوف نعيش في مملكة جديدة تماما. في مثل هذا الوقت او ظرف التحول يفترض أن تعمل مؤسسات الحكومة بطريقة حذرة ودقيقة. أن تكون القرارات الجماهيرية مبنية على دراسة علمية تأخذ في الاعتبار الظروف المختلفة سواء الداخلية أو الخارجية.
الاسم في حد ذاته غير مناسب. من اختاره لا يعرف فن التعامل مع البشر. لا أظن أن مواطنا سعوديا على استعداد لأن يقبل أي شيء على وزن (ساهر) أو يتعاطف مع أي شيء يشبه “ساهر” أو قريبا منه أو له علاقة به. اللغة العربية قادرة على مد متحدثيها بالاشتقاقات التي يريدون. شكل ساهر علامة سيئة في عالم العقوبات التي تفرض على البشر. قانون عقوبة لا مثيل له. اول عقوبة في التاريخ لا تريد من البشر أن يرتدعوا عن ارتكاب المخالفة التي فرضت من أجلها. لا يثير استغرابك في الدفاع عن ساهر سوى هؤلاء الذين رأوا إيجابيات ساهر. يعرفون كما يعرف الجميع أن كل شيء في هذه الدنيا مهما ساء وتردى له إيجابيات.
من المؤكد أن لسم الافعى إيجابيات وإلقاء القنبلة النووية على اليابان له إيجابيات، والأوبئة التي تجتاح الناس بين فترة وفترة لها إيجابيات ولا ينكر أحد أن لساهر إيجابيات أيضا.
ساهر بكل ايجابياته ارتبط في أذهان الناس بشكل سيئ. لماذا ربط صاحب مشروع (ساند) بساهر في خيال الناس. لماذا على وزن ساهر. لك أن تسميه الإخاء المساعدة برنامج المساندة الوطني. اللغة العربية واسعة ويمكن أن تمده بأسماء لا حصر لها تبعده عن شبهة ساهر.. الشيء الثاني هل البلاد في حاجة إلى مليار ونصف المليار شهريا في هذه الظروف. ألا يمكن أن يقتطع هذا المبلغ من ميزانية الدولة حتى تنتهي أعمال البنية التحتية الجديدة وتصبح البنية الجديدة أساسا لبناء اقتصاد جديد غير ريعي يقوم على الضرائب المقنعة.
المدافعون عن ساند يتذرعون بالأمم الأخرى. لا أحد يعرف أي الأمم الأخرى التي يتذرعون بها. الدول الإسكندنافية بريطانيا فرنسا أو نيجيريا. الدول الأخرى تعمل بنظام الضرائب. كامل ميزانيتها قائمة على الضرائب. في الدول الإسكندنافية تصل الضرائب إلى أكثر من أربعين في المائة. يدفعها المواطن الإسكندنافي بكل سرور. هات ما عند الدول الإسكندنافية وخذ نصف راتبي.
عبدالله بن بخيت
نقلا عن “الرياض”