الإرهاب الإعلامي
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
نحن بحاجة لتعبئة إعلامية شاملة فبلادنا الحبيبة تتعرض لموجة (إرهاب إعلامي) شرسة على أكثر من جبهة، ويجب على إعلامنا بكل أدواته ومنصاته التصدي لهذه الحملة التي لا تعد الأولى ولن تكون الأخيرة.
قلنا مراراً إن بلادنا مستهدفة من أعداء عقائديين وعملاء حاقدين وحساد موتورين وقوى دولية لها مصلحة في زعزعة استقرار الدولة الأهم في العالمين العربي والإسلامي والتي تمثل ركيزة الأمن والاستقرار الإقليمي.
إن ما نشهده هذه الأيام من هجوم إعلامي كاسح وواسع النطاق تقوده قناة “الجزيرة” القطرية بأفرعها المتعددة ومأجوريها في أوروبا وأميركا مؤسف ومحزن ولا يخدم إلا مصالح أعداء العروبة والإسلام. هجمات وانتقادات ظالمة وتشويه متعمد وإثارة فجة وترصُّد لكل بادرة واستغلالها للإساءة للمملكة وتحريض الرأي العام ضدها.
حملات منظمة ومنسقة ومتناغمة يديرها محرك واحد أغدقت عليه الدوحة المال بلا حدود فيستأجر الأقلام الفاسدة ويرشو من يصفون أنفسهم بأنهم محللون وخبراء سياسيون وناشطون فى مجال حقوق الإنسان.
حتى تصريح الرئيس الأميركي دونالد ترمب العابر في تجمع انتخابي يعرف أقل المراقبين خبرةً بمواسم الانتخابات الأميركية أنه كلام للاستهلاك المحلي جعلوا منه موضوعاً يطبلون عليه الأيام والليالي يرسمون سيناريوهات غريبة تصور المملكة وكأنها دولة ستسقط غداً متجاهلين تاريخ المملكة العريق كدولة ضاربة بجذورها في أعماق التاريخ منذ أكثر من ثلاثة قرون ومتناسين إمكانات المملكة الاقتصادية والعسكرية الهائلة وبسالة شعبها الأبي، وكيف خرجت هذه البلاد من كل الأزمات والتحديات التي واجهتها منتصرة.
أما قصة اختفاء جمال خاشقجي في تركيا فهي نموذج صارخ أيضاً للاستهداف والإرهاب الإعلامي. فقد مارست قناة “الجزيرة” في هذه القضية أسوأ أنواع التضليل الإعلامي وجندت كل إمكاناتها لتجعل من هذا الحدث المحزن الأليم مادة دسمة للهجوم على بلد هو مهد الإسلام وقبلة المسلمين ومحضن الحرمين الشريفين.
إن على كل مواطن سعودي مخلص لوطنه يحمل شرف الانتماء لهذا التراب المقدس أن يتصدى لهذه الهجمة الجائرة على المملكة إعلاميين ودبلوماسيين ومثقفين وكتاباً ومبعوثين ورجال أعمال وكل مستخدم لوسائط الفضاء الإسفيري علينا جميعاً الوقوف صفاً واحداً في خندق الذود عن الوطن وأن نشكل كتيبة إعلامية ضارية للرد على ترهات الإعلام المعتدي خصوصاً وأن الإعلام الإسفيري بات اليوم فضاءً لا تحده حدود فلنكن كلنا جنوداً في هذه المعركة ندافع عن وطننا وعن قيادتنا وعن كرامتنا وسيادتنا وأمننا واستقرارنا.
المملكة العربية السعودية دولة راسخة وقوة إقليمية كبرى وشعبها شعب وفي وأصيل وفخور بقيمه متمسك بتقاليده وإرثه العريق. وهذا الإرهاب الإعلامي لن يهزنا فنحن أقوى مما يظن أعداؤنا بكثير، ولدينا من الإمكانات المادية والحافز المعنوي ما يمكننا من التصدي لكل الأعداء. فقط يلزمنا استنهاض هممنا وتوحيد كلمتنا وحشد طاقاتنا والتمسك بثوابتنا، وعندها سيرى المتربصون منا ما لا يحتسبون.
حفظ الله بلادنا من كيد الكائدين والمتآمرين، اللهم إنا نعوذ بك من شرورهم ونجعلك في نحورهم.. اللهم اكفناهم بما شئت.
فهد بن راشد العبدالكريم
(الرياض)