خاشقجي .. جنازة إعلامية !!
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
فجأة أصبح بعض العرب، وكثير من الإيرانيين، يحبون جمال خاشقجي أكثر منا نحن السعوديين مع أنه ابننا ومواطننا. أصبح هؤلاء المرتزقة والمتربصون الأم تيريزا. حملوا لواء الإنسانية وأضاؤوا مشاعلهم يفتشون عن شخص لم يصدر، حتى عن الدولة التي اختفى فيها، بيان رسمي يفيد بمصيره الذي لا يزال غامضا وقيد التحقيق بتعاون سعودي كامل.
طبعا المسألة ليس فيها حب لجمال ولا خوف عليه، ولا تمت للإنسانية بمليمتر واحد. كل ما هنالك أنها جنازة من بين عشرات الجنائز الإعلامية التي تُسجى يوميا ضد المملكة، وهم يحبون اللطم على هذه الجنائز ليفرغوا حقدهم وكرههم وحسدهم ومآربهم. لقد اختفى في دول هؤلاء المرتزقة من قادتهم ومواطنيهم، في أعمال إجرامية معروفة ومسجلة، ما الله به عليم، ولم يحركوا ساكنا، ولم ينتفضوا كما انتفضوا لاختفاء خاشقجي الذي لا يعلم أحد إلى الآن ما الذي حدث له.
غباؤهم وخبث طويتهم جعلهم يقفزون بسرعة إلى نتائج غريبة. وقد تبرعوا، بتحريض من الآلة الإعلامية القطرية، بالإعلان عن تعذيب الرجل وقتله وتقطيعه وترحموا عليه وتبادلوا التعازي بموته. وحين أسقط في أيديهم لعقوا تغريداتهم مثل القرادات المتطفلة القذرة.!!
الجيد في هذه الحملة الحاقدة المسعورة، إن كان فيها ما هو جيد، أنها كشفت مزيدا من الأسماء التي ترقد على السم وتتحين الفرص للانقضاض على المملكة وقيادتها وشعبها. وبعض هذه الأسماء، للأسف الشديد، ما زال هناك من يدافع عنها ويقربها إعلاميا واجتماعيا على مستوى دول الخليج. وربما يكون في انكشافها في قضية اختفاء خاشقجي فرصة للمراجعة والفرز حتى نميز الخبيث من الطيب، ولا ننخدع بلين ملمس البعض وما يبدون عليه من الورع الذي يخفي أجندات حزبية ضيقة ومعادية.
محمد العصيمي
(اليوم)