كيف نعيد الثقة بعد تحطمها؟
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
قال: إذا تحطمت الثقة من شخص قريب أو حبيب فهل يمكننا إعادة الثقة من جديد لتعود علاقتنا مثل أول أو أحسن؟ قلت الجواب عن هذا السؤال يعتمد على سبب تحطم الثقة، وعلى طبيعة ونفسية الطرفين، فلو كان الطرفان رجلين أو امرأتين أو رجلا وامرأة فإن الجواب مختلف، لأن هناك اختلافا في الثقة بين الرجال والنساء، ففي الغالب الثقة عند الرجال أكثر منها عند النساء، هذا ما يؤكده الخبراء في علم النفس، وربما يكون ذلك بسبب ميل المرأة للمثالية وتجنب المخاطر أكثر من الرجل، فأغلب النساء يحبون المثالية في الإنجاز والعمل وحتى في العلاقات الاجتماعية أو الزوجية أو أثناء تربية الأبناء، بينما الرجال يهمهم في الغالب الإنجاز السريع، وقليل منهم يحرص على المثالية في العمل والعلاقات، ولهذا نلاحظ أن أغلب الرجال ايقاعهم سريع بينما أغلب النساء يأخذن راحتهن أكثر أثناء أداء المهام، ولهذا الوقت عندهن واسع في الغالب وهذه المفاهيم تؤثر على مسألة الثقة وبنائها فى العلاقات والصداقات وخاصة بعد تحطمها، فالثقة قد تتحطم في الجانب المالي إذا تكرر غش أو خداع أو تحايل شخص على الآخر، وتتحطم في الجانب الأخلاقي إذا ارتكب أحد الطرفين خطأ، ولكنها تتحكم أكثر لو وعد أن لا يكرر الخطأ مرة أخرى ولكنه كرره، ففي مثل هذه الحالة تنعدم الثقة تجاهه، وفي هذه المرحلة تكون اعادة الثقة صعبة ولكنها ليست مستحيلة، وحتى نعيد الثقة هناك عدة خطوات يمكننا عملها لإعادة الثقة أو للعيش مع الطرف الآخر بسلام.
أولى هذه الخطوات السريعة لإعادة الثقة بعد تحطمها أن يبادر المخطئ بالاعتذار ويظهر الندم والتوبة بما فعل، ويعطي الوعود على عدم عودة ارتكابه للخطأ سواء كان الخطأ في الجانب المالي أو العاطفي أو غيره، فإنه لو التزم بما وعد وكان صادقا يتم بناء الثقة وعودتها من جديد بعد انكسارها، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه لو ارتكب المخطئ الخطأ مرة أخرى ولدينا توقع بأنه سيرتكبه مرة ثالثة ورابعة فما الحل لهذه المشكلة؟ وهل يمكننا إعادة الثقة مرة أخرى من جديد؟ ففي هذه الحالة يمكن إعادة الثقة ولكنها ستأخذ وقتا طويلا لأننا نتعامل مع انسان ضعيف الشخصية أو متردد أو مزاجي أو ربما متلاعب، فلو كان هذا الشخص صديقا فيمكننا وضع مسافة بيننا وبينه حتى نحفظ أنفسنا ومشاعرنا تجاهه ونعيش مرتاحين، أما لو كان قريبا مثل زوج أو زوجة أو أخ أو أخت، ففي مثل هذه الحالات لا بد من الصبر عليه وإعطائه أكثر من فرصة لبناء الثقة وإعادتها لأن العلاقة قريبة ومن الصعب أن نتخلص منها أو نبتعد عنها لأن في الغالب يكون العيش في بيت واحد والحياة مشتركة، ولكن هناك عدة وسائل للتخفيف من حجم المشكلة يمكننا استخدامها، مثل تغيير زاوية النظر للعلاقة، فمثلا لو كنت أعطي الطرف الآخر أهمية تصل إلى 100% فإني أقلل من هذه النسبة لأنه لم يحترم العلاقة ويقدرها، ولو كنت مضحيا بأهداف مهمة خاصة بي من أجله فأبدأ التركيز على أهدافي سواء كانت صحية أو مهنية أو ثقافية وغيرها، وأقلل من التركيز على الأهداف الأخرى وأعطي الأولوية لنفسي، وفي حالة لو كان من الصعب الابتعاد عنه كأن يكون أخا أو زوجا فنستخدم الوسيلة الثالثة وهي أني أتعايش معه بالتركيز على ايجابياته وحسناته وأغض الطرف عن سلبياته وسيئاته، والحرص على عدم المقارنة بالماضى قدر الإمكان لأن المقارنة بالماضى تزيد من نسبة الإحباط بالعلاقة، أما في حالة الزواج لو استمر الخطأ وتكرر ووصل الحب بين الزوجين لمرحلة الاحتضار وصارت سلبيات استمرار الزواج أكثر من ايجابياته، ففي هذه الحالة يمكن للزوجين التخطيط للانفصال لو أصر المخطئ على الاستمرار بالخطأ وكان هذا الخطأ في الجانب العاطفي وارتكاب المحرمات.
د. جاسم المطوع
(اليوم)