تنسيم الرأس
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
وقع كثيرون في حبائل من ادعى المعرفة وأسهم في مضاعفة المرض الذي يعانيه بعضهم. شاهدت المقطع الذي تم الاستناد عليه للقبض على المعالج مدعي المعرفة، وكان أسلوب استعراض الطريقة جاذبا لكثير من متابعي الناشط السنابي الذي قبض عليه هو الآخر كونه شارك في نشر معلومات مضللة للجمهور. ما يحدث اليوم هو نقلة نوعية في التعامل مع الأمور والحد من الانتهاكات المتكررة لحياة الناس، ومحاولة تضليلهم بالوسائل التي تدفعهم للقدوم والوقوع ضحايا. حتى وإن كان ناشر المعلومة غير متورط في نوايا الإساءة والاستغلال، وقد يكون هو مستغلا، بتحمسه لما نقل له عن المعالج، فهذا لا يعطيه الحق في تضليل الآخرين، ونشر ما يضرهم. ترتفع المسؤولية هنا عندما يزداد عدد المتابعين لتصبح المتابعة خطرا لمن يحاول أن يستغل بساطة وحسن نية المجتمع. على أن الحال ليس فريدا أو مميزا لمنطقتنا بالذات، إنما هو حال كل المجتمعات، حيث يغلب على الناس البساطة والثقة في الآخرين. يرفع هذا الأمر كثيرا من الحواجب ونحن نشاهد سلوكات تثير الريبة من قبل المعالجين الذين يتاجرون على حساب المساكين، ومن ذلك ما شاهدته من قيام أحدهم بتقديم هدية تتجاوز قيمتها 100 ألف ريال رغم أن وظيفته ووضعه الاجتماعي لا يعطيانه المجال لمثل هذا السلوك، هنا نتذكر أن البسطاء هم من دفع قيمة هذه الهدية من مدخراتهم عندما كانوا يبحثون عن العلاج لدى هذا “المدعي”. وتتوجب علينا جميعا مسؤولية إيقاف الاستغلال الذي نقع جميعا ضحايا له، هذه المسؤولية تشمل التذكير المستمر بخطورة الممارسات في مجال العلاج ممن لا يحق لهم أن يفعلوا. هذا لا يلغي مسؤولية الجهات الصحية التي يجب أن تتوقف وتتعامل مع الأمر بجدية بحيث تستقبل هؤلاء وتتعرف على طرقهم في العلاج وتقيمها ومن ثم تمنح من يستحق التصريح وثيقة واضحة تحدد مجالات معرفته وما يمكن أن يسمح له بممارسته من العلاج. فتح الأبواب مهم في المرحلة الأولى، وهذا يعطي الوزارة الحق في القبض مستقبلا على كل من يدعي معرفة شيء لم يثبته بطريقة علمية مقبولة، على أن هذا لن ينهي الاستغلال بشكل كامل، لكنه سيحد منه بالتأكيد.
علي الجحلي
(الاقتصادية)