القرضاوي والخميني وجهان لعملة واحدة
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
في القلبِ متسعٌ من الحبِ والوئام والصفاء الروحي، الذي إن أدركنا سعته وصلنا إلى دروب المودة والحياة المزهوة بالآمال والبوح الإنساني. إنها تعطي نشوة من الهدوء وعبقاً من الورد الذي لا يُنسى.
تخيلوا لو كانت الحياة مملوءة بالكراهية وممزوجة بالحقد والحسد هل نستطيع أن نعيش؟ بالـتأكيد سوف يُفنى هذا العالم وتشل الساعة الزمنية وكأن شيئاً لم يكن!
وبما أن موسم الحج هذا العام انتهى بمودة وسلام ونجاح باهر بفضل الله ثم بفضل القيادة الحكيمة والعاملين في الميدان من رجال أمن ومتطوعين وغيرهم في السهر والعمل على خدمة الحجيج.
ها هم قد عادوا إلى أوطانهم محملين إلى شعوبهم بالبشرى والسرور والذنب المغفور ورسالة مُحملة بالمحبة والسلام من أرض الحرمين.
أي شعورٍ هذا يتحقق عاماً بعد عام؛ أليس هذا واضحاً من أن المملكة وشعبها يحرصان كل الحرص على خدمة الأمة الإسلامية والشعوب المسلمة. هو الشرف بذاته حين تكون إنساناً تخدم أخاك الإنسان بعيداً عن توجهاته واختلافه عنك في العرق واللون والمذهب وبلا تمييز عنصري.
أليست هذه هي الإنسانية التي ينشدها المفكرون والفلاسفة في كل أصقاع العالم. وعجبي حين يأتي المبغض والحاسد حين لا يجد شيئاً من نقصان في كل مواسم الحج ويتحجج ويستدل من أهوائه بأن الحج ليس لله حاجة فيه، وليس مفروضاً على المسلم كما نصه هذا القرضاوي الأفاك المبين بتغريدته المضللة في تويتر.
هل نسي القرضاوي أن الإنسان المتدين بحاجة ماسة لأن يسعى إلى الله ويتقرب إليه لعله يجد الطمأنينة وراحة النفس. ونحن نعلم أن أغلب الشعوب الإسلامية متدينة بالفطرة وتسعى إلى الحج بكل السبل وبكل الإمكانات. فكيف ينعق هذا الجاهل بما لا يفقه! وإن كان يدعي التفقه بالدين؛ هل نسي الآية المذكورة في القرآن الكريم (ويلٌ لكل أفاكٍ أثيم) أم أنه يتخذ وليّه الأعظم الخميني المقبور إماماً له الذي ادعى كذباً وزوراً أن زيارة قبر الإمام الحسين تعادل ألف حجة عن زيارة مكة ومشاعرها! وقد كرر العبارة ذاتها تلميذه الخامنئي في العام الماضي، عندما يئس عن أي مبرر في تسييس الحج أو تدويله.
عندما يجد هؤلاء الزمرة أبواب مكة مفتوحة للمسلمين كافة، وأن خدمة الحجيج مقدمة على كل شأن بلا تمييز، نجدهم ينعقون ويفتون كذباً من أجل عرقلة هذا الشرف الذي حظي به وطننا. إنه الحسد والتباغض والكراهية التي تجعل الإنسان لا عقل له!!
خالد الوحيمد
(الرياض)