عام دراسي جديد .. وهم متجدد
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
لا شك أن هم الدراسة والمستقبل العلمي للأبناء من أكثر الأمور التي تستحوذ على جل تفكير الأسر، ولا يمكن أن يكون هناك تجمع عائلي أو للأصدقاء إلا ويكون الحديث عن قرب الدراسة والعام الجديد جزءا من النقاشات، وتبدو الهموم مشتركة، والمعوقات أيضا مشتركة، والأطروحات أيضا متشابهة.
في تلك النقاشات التي تجمعنا يؤكد كثيرون أن العام الدراسي مليء بالمتاعب فالأبناء يحتاجون إلى التوجيه والحزم الأسري من ناحية المذاكرة والانضباط، والسعي للتحصيل العلمي والدرجات غالبا ما يأتي من توجيه قاس من أرباب المنزل سواء الأم أو الأب، في حين أن الطالب لو أوكل له الأمر لكان الغياب حليفه والدرجات الدنيا نصيبه، ويتساءل بعضهم عن سبب هذا التهاون بين الطلاب، ولم روح التحمل للمسؤولية مفقودة لدى كثير من الطلاب فالدراسة لدى كثيرين تقع في آخر اهتمامات الطلاب لدرجة أن المجتهد دائما ما يسخر منه أقرانه ويصفونه بـ”مصطفى” في إشارة إلى ذلك المغترب المجتهد الذي يضع التفوق نصب عينيه ويسعى لانتزاع الترتيب الأول والدرجات القصوى بكل ما أوتي من قوة، في حين أن هذا الأمر يدعو للاقتداء لا السخرية.
في السابق أو ما يحلو للبعض تسميته بـ”زمن الطيبين”، لم يكن اهتمام الأسرة بالجانب الدراسي كبيرا لكن الطالب غالبا ما يجتهد، أحيانا حبا للتفوق، وأحيانا خوفا من عقاب المعلم، والخوف من المعلم ومن حزمه يبدو لي أنه من أكثر الأمور التي نفتقدها في عصرنا الحالي، وأعتقد أن المعلم لا يلام بعد أن قلصت منه كثير من الصلاحيات التي أفقدته كثيرا من هيبته، وأصبح الإرشاد والنصح الذي غالبا لا يثمر خاصة مع المراهقين هي وسيلته الوحيدة.
اليد الواحدة لا تصفق، وأعني هنا الأسرة، فهي لا تستطيع أن تزرع روح المسؤولية في الطالب والأمور في المدرسة تدار بسلاسة، فإن غاب سلم من العقاب، وإن لم يحل الواجب أيضا سلم منه، نحتاج إلى عودة الأنظمة السابقة والعقوبات الرادعة التي ستمكن الطلاب من الانضباط والاستذكار خوفا من العقاب، وأن تكون عصا في يد الأسرة والمدرسة تلوح به أمام الطلاب لتردعهم وتجعلهم أكثرا انضباطا في حضورهم واستذكارهم وسلوكهم أيضا، وهنا يأتي دور المؤسسة التعليمية ممثلة في وزارة التعليم التي أرى أنها بدأت في العمل منذ العام الماضي من خلال الحث على الحضور والانضباط، لكن للأمانة لا يكفي الحث والتوجيه، ونحتاج معها إلى صرامة أكثر وعقوبات أكثر تساعد الطلاب على استعادة روح المسؤولية التي فقدت من نفوسهم.
سطام الثقيل
(الاقتصادية)