الجبير: لا مساومة على إيماننا وأمننا.. والاتفاق النووي ضعيف
أكد وزير الخارجية عادل الجبير، أن المباحثات مع معالي وزير خارجية روسيا الاتحادية سيرغي لافروف كانت مثمرة وبناءة وتناولت العلاقات الثنائية بين البلدين ومستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية، وشدد قائلاً: “إننا لا نساوم على عقيدتنا أو أمننا”.
وأوضح وزير الخارجية، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الروسي في موسكو، اليوم الأربعاء (29 أغسطس 2018م)، أن العلاقات السعودية – الروسية حققت نقلة نوعية خلال السنوات الثلاث الماضية في المجالات كافة خدمة لمصالح البلدين والشعبين الصديقين، سواء في مجال الاستثمار والتجارة أو التعاون الأمني في مواجهة الإرهاب، أو فيما يتعلق بالتنسيق السياسي بين البلدين تجاه التحديات التي تواجهها المنطقة والعالم.
وقال: “بحثنا الأوضاع في سوريا وأهمية تطبيق قرار مجلس الأمن 2254، والوصول إلى حل سياسي يحافظ على وحدة أراضي سوريا وأمنها واستقرارها وحقوق كل المواطنين السوريين بغض النظر عن عرقهم أو دينهم أو مذهبهم.
وفيما يتعلق باليمن، أوضح الوزير عادل الجبير، أن الحل السياسي في اليمن يجب أن يكون مبنياً على المرجعيات الثلاث وهي المبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني اليمني، وقرار مجلس الأمن 2216، مؤكداً أن المملكة تنسق مع المبعوث الأممي إلى اليمن وتتشاور مع الدول الصديقة بما فيها روسيا في هذا الشأن.
وعن الاتفاق النووي مع إيران شدد على موقف المملكة الذي يعتبر الاتفاق ضعيفاً خاصة فيما يتعلق بالفترة الزمنية التي تمنع إيران من التخصيب والتي تنتهي 2025م الأمر الذي يشكل خطراً كبيراً على المنطقة، مشيراً إلى أن الاتفاق لم يشمل دعم إيران للإرهاب وانتهاكها للقرارات الأممية المتعلقة بالصواريخ الباليستية، مؤكداً تأييد المملكة لفرض المزيد من العقوبات على إيران في هذا الشأن.
من جهته، قال وزير خارجية روسيا الاتحادية سيرغي لافروف، إن المباحثات تناولت عدداً من القضايا الإقليمية والدولية والجهود المشتركة في مكافحة الإرهاب بكافة أشكاله، مشيراً إلى أن الجهود مستمرة لتنفيذ العديد من الاتفاقيات التي تمت بين المملكة العربية السعودية وروسيا الاتحادية العام الماضي في مجالات الاستثمار والاقتصاد والصناعة وغيرها.
وأعرب وزير الخارجية الروسي عن شكر بلاده للمملكة العربية السعودية على ما قدمته من خدمات وتسهيلات لحجاج بيت الله الحرام الذين قدموا من روسيا الاتحادية.
وقال الوزير عادل الجبير: “فيما يتعلق بالحجاج الروس نود أن نقول إنه لا شكر على واجب، والمملكة العربية السعودية منذ عهد الملك المؤسس عبد العزيز بن عبدالرحمن – رحمه الله- وهي تبذل كل ما في وسعها لخدمة الحجاج والمعتمرين من جميع أنحاء العالم ومستمرة على هذ النهج بتوجيهات واضحة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي العهد– حفظهما الله- وتسخر كافة الإمكانات لتسهيل زيارة الحرمين الشريفين للمسلمين من جميع أنحاء العالم.
وفي إجابة على سؤال حول سوريا، أكد وزير الخارجية أن المملكة العربية السعودية من الدول المؤسسة للمجموعة الدولية لدعم سوريا والتي أدت جهودها لإصدار قرار مجلس الأمن 2254 والذي يعتبر المرجعية للحل السلمي في سوريا، كما عقدت المملكة اجتماع (الرياض 1) الذي وحد صفوف المعارضة لتتمكن من الدخول في المفاوضات السياسية بموقف واحد، ثم عقدت المملكة اجتماع (الرياض 2) والذي وحد صفوف المعارضة بجميع منصاتها للخروج بموقف موحد بالنسبة للعملية السياسية، كما تستضيف المملكة الهيئة التفاوضية العليا للمعارضة السورية، وتنسق مع الدول الصديقة بما فيها روسيا فيما يتعلق بمحاولات وقف إطلاق النار في مناطق تخفيف التصعيد”.
وأشار إلى أن المملكة تولي اهتماماً كبيراً لأمن وسلامة سوريا والأشقاء السوريين، وتعمل لإيجاد حل سياسي في سوريا يحافظ على أمنها ووحدة أراضيها وإبعاد الميليشيات الأجنبية من الأراضي السورية، وستستمر المملكة في العمل مع الدول الصديقة والمجتمع الدولي والأمم المتحدة من أجل دفع العملية السياسية إلى الأمام.