ألقته أمه في الشارع رضيعاً فعاد لها عجوزاً
في واقعة أقرب للخيال ولكنها حقيقة، استطاع رجل معرفة أسرته وأهله بعد أكثر من 64 عاما على ولادته، وذلك من خلال عينات الحمض النووي DNA.
وتعود تفاصيل الواقعة إلى يناير عام 1954، حين تصدرت عناوين الصحف الأمريكية صورة رضيع يبلغ من العمر شهرين عثر عليه عاملان في توصيل الخبز بمدينة لانكستر في ولاية أوهايو، وكانت الصحافة تسميه بـ(طفل الكابينة).
ولم تنجح جهود الشرطة والمجتمع المحلي في المدينة آنذاك في العثور على عائلة الطفل؛ إذ لم يتعرف عليه أحد، وبدى واضحاً أن أمه كانت تريد التخلص منه؛ حيث كان موضوعاً داخل صندوق عندما عثر عليه العاملان.
وتبنت الطفل بعد ذلك زوجان هما ستانلي وفيفان، وأطلقا عليه اسم (ستيف)، ونشأ معهما ومع عائلتهما في ولاية أريزونا، وأصبح بعد ذلك أخصائي علاج طبيعي في معالجة أمراض العمود الفقري وتزوج وأنجب ابنتين.
وبعد مرور عشرات السنين، قرر ستيف، البحث عن أصوله، خصوصاً بعدما تعرض لأسئلة كثيرة من ابنتيه عن أصول عائلته، فلجأ إلى أحد المواقع الخاصة بالبحث عن الأقارب من خلال عينات الحمض النووي DNA.
وبعد ثلاثة أشهر من إرسال العينة، تمكن ستيف، من التعرف على أحد أبناء عمومته الذي أكد له أنه يعرف من هي أمه؛ حيث كتب له إنه عائلتهم دائماً ما يتحدثون بغموض عن طفلٍ ما أنجبته إحدى قريباتهم ووضعته في كابينة هاتف.
وتطورت الأحداث بعد ذلك، حيث تعرف على أخته من أمه التي أخبرته أن والدته تعيش في مدينة باليتمور في ولاية ميريلاند، وأن عمرها كان 18 عاماً عندما ألقت به في الكابينة؛ حيث اشترط عليها والده أن تتخلص منه إذا أرادت أن تتزوجه رسمياً؛ لكنه رغم فعلها لما أراد تخلى عنها واختفى تماماً، ثم تزوجت بعده رجلاً آخر وأنجبت منه.
ويخطط ستيف، حالياً لزيارة أمه؛ لكنه يؤكد أنه لن يعدها أماً حقيقية له؛ لأنه يؤمن تماماً أن العائلة التي تبنته وربته هي عائلته الوحيدة التي تستحق إخلاصه ومحبته، ومن المستحيل أن يفكر في غير ذلك.