من بينها المحبة بين رجال الأمن وضيوف الرحمن
كاتب سعودي يرصد 4 رسائل ثقافية مبهرة في موسم الحج
رأى كاتب سعودي أن موسم الحج لهذا العام تضمن أبعادًا تستحق التركيز والإبراز، كونها تعكس الطبيعة المتسامحة للمسلمين، والتفاني في خدمة ضيوف الرحمن لدى الشعب السعودي.
وذكر الكاتب علي الشدي عبر مقال نشره بصحيفة ” الاقتصادية، تحت عنوان” الحج ..ثقافة وعبادة” أن موسم الحج لهذا العام شهد بروز شواهد تؤكد أن في الحج أبعادا ثقافية يجب إبرازها .
وقال الشدي:” هذا التجمع الكبير الذي وصل إلى نحو مليونين ونصف المليون من البشر من مختلف الأعراق ويتكلمون لغات مختلفة ساد بينهم انسجام تام بل محبة حتى لرجال الأمن الذين تتشكل صورتهم النمطية في معظم دول العالم في القسوة والصلف على عكس ما شاهدنا في العلاقة بين رجال الأمن والحجاج كبارا وصغارا رجالا ونساء”.
وتابع موضحًا :” لقد نشرت مقاطع مؤثرة جدا لرجل أمن يتخلى عن حذائه لحاجة كانت ترتدي قطعا من الكرتون ورجل أمن آخر يقبل طفلة وتقبله ورجل أمن ثالث يحمل حاجا مسنا على ظهره لإسعافه، وغير ذلك من اللقطات التي تسجل ثقافة أن العمل في موسم الحج يتعدى كونه وظيفة رسمية ليكون أخوة وتفانيا وحبا للمساعدة”.
وفي ذات السياق، استطرد الشدي ليؤكد أن ” المتطوعين والمتطوعات والكشافة قد ضربوا أروع الأمثلة؛ حيث تركوا أهلهم ومنازلهم وقضاء العيد مع أسرهم في مختلف مناطق البلاد وهبوا للعمل الجاد بلا مقابل فكان لابتساماتهم مع الحجاج إظهار لثقافة المحبة لدى الشعب السعودي عامة”.
وأوضح الشدي أن “نجاح موسم حج هذا العام الذي يدار بأيد سعودية يؤكد أن ثقافة إتقان العمل لدى السعوديين قد بلغت أعلى المراتب فهم لا يرضون بأنصاف الحلول وإنما ينشدون الأعلى والأفضل دائما وظهر ذلك في تنفيذ الخطط التي وضعت بدقة عالية، كما أن ثقافة الأخذ بالتقنية الحديثة قد ظهرت واضحة في موسم حج هذا العام مع وعد بمزيد من التقنية في الأعوام المقبلة”.
وأضاف:” لعل الجانب الإعلامي قد حظي بنصيب من ذلك وإن كانت شهادتي حوله مجروحة فلقد وجدت وزارة الإعلام عبر قنوات متعددة بما فيها البوابات والحسابات الرقمية كما أنشأت مركزا إعلاميا موحدا للجهات الحكومية في منطقة مكة المكرمة مع إعداد خطة إعلامية متكاملة، ما حقق أرقاما عالية في استضافة الصحافيين الدوليين وإنتاج مواد إعلامية بثت على مختلف قنوات التواصل الاجتماعي بمختلف اللغات وغير ذلك من الجهود التي أسهمت في إبراز موسم الحج محليا وإقليميا وعالميا”.