حجّ مع القافلة المصرية وكان مملوكا لدي شخص فارسي
حكايات خاصة عن الحج في عام 1607م يرويها الألماني يوهان وايلد
وُلد يوهان وايلد في مدينة نورينبرج (Nuremburg) الألمانية سنة ٩٩٣هـ، تعلّم إحدى الحِرف قبل أن يلتحق بجيش الإمبراطور المجري آنذاك، وحارب ضد الأتراك، فوقع في أسر القوات المجرية المتحالفة مع الأتراك، وسِيقَ أسيرًا إلى مدينة ”بودا“. بيعَ إلى ضابطٍ في الجيش الانكشاري، الذي ألبسه ثيابًا تركية ونصّبه خادمًا خاصًّا له.
اعتنق يوهان وايلد الإسلام كما اعتنقه كثيرٌ من الأسرى، ولم تمهل الأقدار سيّده، فمات مقتولًا في حصار مدينة جِران. فبيع مرة ثالثةً، وفي خلال سنة ونصف تناقلته الأيدي خمس مرات. كان السيد الذي أخذه لمكة فارسيًّا، ويتحدث عنه وايلد على أنه شخص عديم الأخلاق والمبادئ. سافر وايلد إلى مكة مع سيّدة ضمن القافلة المصرية، كان الحجاج يسيرون في نظام واضح؛ لكي تسهل مراقبتهم أثناء الرحلة. كان عدد رجال القافلة -كما يقول وايلد- عشرين ألفًا، مات منهم ١٥٠٠ رجل و٩٠٠ جمل.
ووفقا لـ (بوابة الحج)فقد وصلوا إلى مكة المكرمة، وسارت القافلة إلى عرفات، يقول وايلد متأثّرًا: ”على المرء أن يكون قد رأى الطريقة المهيبة التي سار بها أهل مكة إلى الجبل، وجمالهم كلها ملفوفة بالسجاد. كانت النساء على الجمال يهللن على طول الطريق، كذا كان يفعل كل الرجال الذين كانوا يقودون الجمال سائرين“.
مكث وايلد في مكة عشرين يومًا بعد أيام منى وقبل أن تنطلق القافلة، وجد فيها فراغًا لبعض المشاهدات، ذكر منها محلات بيع العطور حول الحرم، وزيارته بعد ذلك المدينة، ومشاهداته عن قبر النبي ﷺ.
لم يمكث بعدها في مكة كثيرًا، خرج مع سيده للقدس، ومنها للقاهرة، وفيها بِيع مرة أخرى في سوق النخاسة إثر خلاف كان مع سيده، فاشتراه رجل تركي عجوز، أعطاه حريّته بعد مدة، وما لبث أن وفّر مالا كافيًّا ليؤمن عودته إلى أوروبا. وصل نوريمبيرج في خريف سنة ١٠٢٠هـ.