أمين جدة.. خبرة الخاص وعوائق العام !
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
استهل أمين جدة الجديد مهمات عمله بتوجيهات سريعة، تستهدف بعض معايير العمل في بعض إدارات أمانة جدة وأعمالها الميدانية، في الحقيقة لا أحد من سكان جدة تخفى عليه مكامن خللها ولا أماكن تشوهاتها، فتاريخها قديم وبات جزءا من موروث أجيالها، والمهندس صالح التركي أحد سكان جدة وبالتالي أهل جدة أدرى بشعابها، وما كان يتمنى إصلاحه وتحقيقه عندما كان مواطنا عاديا بات يملك قرار تنفيذه وهو يتبوأ أكثر منصب تنفيذي فاعلية في المدينة !
والمهندس التركي رجل أعمال ناجح ويدير أعماله مباشرة، لذلك جمع بين عدة مزايا قد تمكنه من النجاح في وظيفته الحكومية، لكن امتلاك القرار في الوظيفة العامة يختلف عن امتلاكه في الوظيفة الخاصة؛ ففي القطاع الخاص يملك صاحب الشركة أو رئيسها التنفيذي ميزتي استقلالية القرار وإدارة الوقت، بينما في القطاع العام صاحب القرار دائما مكبل بمرجعياته في الأعلى، ومرتهن لفاعلية أداء إدارته في الأسفل، وما بينهما حبال متشابكة وأطوال مختلفة وسرعات متباينة، وقد يجد المسؤول نفسه يهدر طاقته في تنظيم العمل بدلا من قيادته !
ولا شك أن الدعم الهائل الذي حظيت به جدة في السنوات الماضية قد مكن بعض الأمناء السابقين من إنجاز العديد من المشاريع والأعمال التي حسنت وجه جدة، لكن العارفين ببواطن جدة يمكنهم الشعور بالحاجة للمزيد من العمل بمجرد أن يغوصوا قليلا في شوارعها وبعيدا عن كورنيشها الزاهي وأحيائه الزاهرة !
ثقتي بالأمين الجديد كبيرة، وأملي أكبر، لكن لا ثقتي ولا أملي يقدمان أو يؤخران، فشهادة التاريخ تكتبها نتائج الأعمال وحصاد الإنجازات !
نقلا عن (عكاظ)