دعت إلى احتضان الرافضين للتغييرات الهائلة التي تحدث في المملكة
البكر تطالب بـ “إرغام “البعض على تعلم “السعادة”
دعت الكاتبة والناشطة فوزية البكر المؤسسات الاجتماعية والخيرية ونوادي الأحياء والمدارس والجامعات والإعلام إلى نشر مفاهيم الحياة الإيجابية ونشر مفهوم السعادة.
بل وطالبت تلك المؤسسات في مقال نشرته بصحيفة “الجزيرة” اليوم الخميس 26 يوليو 2018 بإرغام البعض على تعلم مفاهيم السعادة والحياة الفردية والتي لم يعتادوا عليها وتم تعليمهم منذ نعومة أظافرهم أن الحياة هي كبد وشقاء، دون أن توضح الكاتبة آليات “الإرغام”.
وتحت عنوان ” أمة واحدة وبلد واحد حتى عند الاختلاف”، تناولت البكر ما وصفته بـ “آلام التغيير” التي يعاني منها الكثيرون في المملكة.
وقالت “غير أن التغيير وخاصة حين يلمس قرشك يصبح مر المذاق، وحين يحاول خدش الأسطح العليا لعادات قام الناس على ممارستها دون التفكر فيها وبخاصة ما له علاقة بالمرأة، تصبح الأمور أكثر مرارة مما يعني أن الكثيرين الآن يتجرعون مرارة الخسارة في مشروعاتهم الصغيرة والكبيرة، ويتأملون ما سيؤول إليه الحال مع زوجاتهم وبناتهم اللاتي بدأت القوانين تعاملهن مثل البشر وكمواطن كامل، بما قد يهدد الكراسي العالية التي اعتاد الرجال النظر من فوقها إلى النساء”.
واستدركت البكر قائلة “لا يعني هذا أن هؤلاء الرجال بالضرورة كانوا يستنقصون المرأة أو يعاملونها بغير حق، لكن أن تعتاد أن تكون الآمر الناهي في مملكتك وشارعك ومتجرك وبقرش سهل التحصيل من خلال عمالة رخيصة ثم يتم تدرجياً تقليص حدود قدراتك الاقتصادية والثقافية.. فالتعود على ذلك قد يأخذ وقتاً ليس بالهين، وخاصة لمن لهم طروحات فكرية قد توصف بالتشدد؛ أي أنها لم تكن مجرد ممارسات متوارثة، بل كانت نتاج قناعات فكرية إضافة إلى ساكني القري والأرياف خارج المدن الكبيرة والذين يميلون في العادة إلى المحافظة”.
وأكدت الكاتبة على أنه “ورغم الاختلاف وتبدل المقاعد الآن إلا أننا أمة واحدة في بلد عظيم يضم أهم المقدسات في العالم وعلينا أن نعتني بالرافض، كما نعتني بالموافق والمصفق.. فالجميع أبناء هذه الأمة، ويجب أن يكون لدينا من القدرات العقلية والنفسية الإيجابية ما يساعد على تفهم واحتضان الرافضين حتى يدركوا أن العجلة ستستمر في الدوران حتى لو اختاروا الوقوف”.
وتابعت ” البدائل أن تساهم المؤسسات الاجتماعية والخيرية ونوادي الأحياء والمدارس والجامعات والإعلام في نشر مفاهيم الحياة الإيجابية ونشر مفهوم السعادة، بل وإرغام البعض على تعلم مفاهيم السعادة والحياة الفردية والتي لم يعتادوا عليها وتم تعليمهم منذ نعومة أظافرهم أن الحياة هي كبد وشقاء، فلماذا نركض وراءها، وحين تؤمن فعلاً بذلك فلماذا تعمل أي شيء لتحسين حياتك؟”.
وختمت الدكتورة فوزية البكر مقالها قائلة “علينا احتضان الرافضين والغاضبين ومحاولة توسيع رؤيتهم للبدائل المتاحة فوجود إذن السواقة للنساء على سبيل المثال لم يعن أن كل امرأة في المملكة تستطيع أو قادرة على القيادة وإنما تعني فقط أن الخيار موجود، ويمكن للمرأة متى ما ساعدتها الظروف أن تستخدمه.. وهذا ينسحب على كافة المتغيرات الأخرى التي طرحت لتغيير طبيعة الاقتصاد الرعوي، وتغيير البنية الثقافية والاجتماعية الأبوية لمجتمعنا.. إذ سيأخذ الأمر وقتاً للتعوّد، وعلينا فقط أن لا نرمي الرافضين بالحجارة، بل لنتذكر أننا في يوم ما قد رمينا ظلماً بحجارة التعصب والحزبية والقبلية المقيتة، فلا ترموا الحجارة مرة أخرى على أبناء وبنات هذا الوطن أيّاً كانوا”.