كاتب يطالب بتوفير التعليم للمواطن حيث كان
طالب الكاتب والمهتم بشئون الإدارة والتخطيط والموارد البشرية علي الجحلي، وزارة التعليم، بالعمل على توفير التعليم للمواطن حيث كان، وأن تأتي المدرسة إلى الطالب، وليس العكس؛ ورأى أن هذا الخطوة ستجعل العملية التربوية محبوبة وأقرب إلى قلوب المتلقين وأسرهم.
وقال في عموده بصحيفة (الاقتصادية)، بعنوان (بقاء المدارس)، إن فتح مزيد من مرافق التعليم، والمساعدة التي توفرها وسائل نقل المعرفة في مجال الاتصالات والإنترنت، سيكون لهما الأثر المهم في تحقيق النجاحات، وأما النظر إلى العملية من مفهوم اقتصادي بحت، فقد يعيدنا إلى الوراء، وهو الأمر الذي لا يريده أي من المهتمين في المجال.
وأشار الجحلي، في مقاله اليوم الخميس (19 يوليو 2018م)، إلى ما ذكره له أحد الزملاء عن قطار شاهده في اليابان يقف في منطقة محددة لينقل طالبة واحدة إلى مدرستها.
ومضى الجحلي، قائلاً: تصوروا تكلفة هذه الطالبة على شركة القطارات والأهمية المعطاة لحضورها إلى الدراسة، وقد يكون هناك حالات كثيرة غيرها.
وتابع: تذكرت هذا الأمر وأنا أقرأ تقريرا لإحدى إدارات التعليم توصي فيه بغلق مدارس محددة ونقل طلبة هذه المدارس إلى أخرى أكبر، لأن هذه المدارس لا تحقق العدد اللازم لفتح الفصول الدراسية.
ونبّه إلى أن إهمال الأثرين النفسي والبدني لنقل الطلبة والطالبات إلى مسافات بعيدة لمجرد تقليل تكلفة التعليم أمر قد يخالف التوجهات السامية للتعليم، بل قد يؤثر في فعالية تحقيق أهداف أخرى، من ضمنها توازن التنمية، والمحافظة على المجتمعات الصغيرة التي توفر وظائف مهمة في المجتمع.
وخاطب الجحلي، الجهات المختصة قائلاً: نحن في مرحلة تبنى على الفرد وإسهاماته، لا تستقل قدرة أي من أبناء الوطن أو تختزلها في مجرد المردود المالي لما يبذل تجاهه، سواء في الصحة أو التعليم أو الخدمات المختلفة. تحقيق درجات عالية من الجودة في المجالين، يختصر الطريق نحو التقدم، وتوفير التعليم في كل المواقع ولكل الناس أمران متلازمان. فنحن لا يمكن أن نطالب طفلا يضطر إلى الركوب مسافات كبيرة وفي مناطق وعرة، أن يكون مركزا ومفيدا خلال يوم دراسي كامل. كما أننا حين نطور المناهج، قد نحتاج إلى إبقاء الطالب في المدرسة ساعات أطول، وهو ما يسهم في زيادة القلق النفسي، وانخفاض القدرة البدنية، والاستيعاب الذهني لدى الأبناء والبنات.