تركيا تنتخب.. ساعات الحسم تقترب من أردوغان والمرأة الذئبة تهدده
تنطلق غدا الأحد فعليات الانتخابات الرئاسية التركية المبكرة التي دعا لها الرئيس رجب طيب أردوغان، والتي تشهد منافسة شرسة وسط توقعات بتراجع أسهم أردوغان، وسط توقعات بارتفاع أسهم منافسيه محرم إنجيه، وميرال أكشنر الملقبة بالمرأة الذئبة.
وأقام أردوغان، ومنافسه الأبرز، محرّم إنجه، مسيرات ضخمة اليوم السبت لحشد الناخبين الذين يتجهون إلى صناديق الاقتراع غداً للتصويت في الانتخابات العامة.
ويرى مراقبون أنّ الانتخابات التركية ستكون الأهم في تاريخ تركيا الحديث، إذ سيحصل الفائز في السباق الرئاسي على سلطة تنفيذية واسعة، في ظلّ التعديل الدستوري الذي وافق عليه أكثر من نصف المقترعين الأتراك العام الماضي.
وقد أجرى الناخبون الأتراك استفتاء في السنة الماضية يعزز من صلاحيات الرئيس بشكل كبير، ما أثار ردود فعل داخلية ودولية ومخاوف بشأن سلطة القانون في تركيا.
إضافة إلى ذلك، لم يلغِ الحزب الحاكم حالة الطوارئ المعلنة في البلاد منذ محاولة انقلاب تموز يوليو 2016، ويتهمه معارضوه بالاختباء خلف شعارات أمنية لتصفية حسابات داخلية مع منافسيه السياسيين.
ولطالما ردّد إردوغان أن تطبيق النظام الرئاسي القوي – المقرر أن يدخل حيز التنفيذ بعد انتخابات الغد – سيجنب تركيا الائتلافات الهشة التي أعاقت الحكومة التركية في التسعينيات.
ثلاث شخصيات بارزة تنافس إردوغان.
1 – محرّم إنجه
ينتمي إلى حزب الشعب الجمهوري، وهو حزب المعارضة الرئيسي في البلاد، وتصفه الصحافة الغربية “بالخطيب المشاكس”. وكان إنجه مدرّساً لمادّة الفيزياء ومعروف بردوده القوية.
في آخر المنازلات السياسية بين الرجلين، سأل إردوغان مخاطباً الحشد “ماذا فعل إنجه لمدينة يالوفا التي ولد فيها؟ نحن بنينا فيها جامعة وهو لم يقدّم لها شيئاًّ!
أجابه إنجه سائلاً: ماذا قدّمتُ ليالوفا؟ قدّمت لها المرشّح الذي سيفوز بالرئاسة!”
ميرال أكشنر (المرأة الذئبة)
عمل أكشنر في السياسة منذ عشرين عاماً وكانت على رأس وزارة الداخلية سابقاً (1996-1997). ويتمّ تقديمها على أنها المرأة الحديدية التركية، تيمّنا بمارغريت تاتشر البريطانية.
ترأس اليوم الحزب القومي العلماني، غير أن الملقبة “بالذئبة أسينا” بدأت الحياة السياسية في كواليس الأحزاب اليمينية المتشددة في تركيا. ومع أنها لم تؤسس حزبها السياسي إلا منذ ما يقارب الثمانية أشهر، إلا أنها تؤمن بحظوظها كي تصبح الرئيسة الأولى لتركيا.
صلاح الدين ديمرتاش: المرشح السجين
لأيقونة الكردية، ومرشح حزب الشعوب الديمقراطي المؤيّد للأكراد يخوض حملته الانتخابية من السجن. وتمّ اعتقال ديمرتاش في العام 2016 بعد اتهامه بممارسات “إرهابية”.
وفي إحدى الإطلالات التلفزيونية قال المرشح إن “سبب وجوده الوحيد في السجن هو خوف حزب العدالة والتنمية منه”، قبل أن يضيف لاحقاً عبر تويتر أن “إردوغان قال إنه سينزل به حكم الإعدام إذا ما أعيد انتخابه”.
نجح ديمرتاش بجعل قسم من الأتراك يتحدثون عنه عبر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي (بمساعدة محاميه)، غير أنه يرفض التحالف مع أحزاب أخرى في الانتخابات النيابية.
لمن الأفضلية؟
تشير استطلاعات الرأي إلى أن الانتخابات ستشهد منافسة أكثر احتداماً ممَّا كان متوقعاً حين دعا إردوغان للانتخابات المبكرة في أبريل الماضي، وهو ما يشير إلى أنه قد يخوض جولة إعادة لانتخابات الرئاسة وربما يخسر حزب العدالة والتنمية الذي ينتمي له أغلبيته في البرلمان المؤلف من 600 مقعد.
وهبط التأييد لإردوغان 1.6 نقطة مئوية في أسبوع واحد وفقاً لاستطلاع للرأي نشرته مؤسسة “غيزغي” الأسبوع الماضي، بينما أظهرت استطلاعات أخرى أن الرئيس ربما يخوض جولة إعادة ضد مرشح حزب الشعب الجمهوري، محرِّم إنجه.
ا