مع المنتخب.. غالباً أو مغلوباً
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
ما حدث في مباراة الافتتاح مع روسيا ليس الهزيمة القاسية الأولى التي يتلقاها منتخبنا الوطني في كأس العالم وليست الأكبر كذلك، فكلنا يتذكر ما حدث في نهائيات البطولة في سابورو اليابانية العام 2002 عندما أثقلت ألمانيا شباكنا بثمانية أهداف نظيفة.
عندها تحطمت الآمال مبكراً في تصفيات المجموعة وبدأت الانتقادات التي لم توفر أحداً بما في ذلك اللاعبين والإدارة والمدرب وكل من له علاقة بالمنتخب تنهال من كل حدب وصوب.
لقد كان الجميع مسؤولاً عن تلك الهزيمة الثقيلة، بنفس القدر الذي كنا نمني فيه النفس باستعادة مستوانا الاستثنائي في الولايات المتحدة رغم كبوة 98 في فرنسا.
بعدها تماسكنا أمام الكاميرون وخرجنا بثلاثية أمام إيرلندا لنودع البطولة من الدور الأول بثلاث هزائم متتالية.
لم تكن مشاركتنا في بطولة 2006 أقل خيبة من سابقتيها فرغم تعادلنا مع الشقيقة تونس والأداء المميز أمام إسبانيا كانت هزيمتنا أمام أوكرانيا بالأربعة ثقيلة أيضاً.
ما يجعل الهزيمة غير مقبولة بعد ثماني سنوات من الغياب هي أن تكون أمام فريق متأخر عنا في التصنيف وفي مباراة افتتاحية تأتي بعد أيام من المستوى المشرف الذي ظهرنا به أمام ألمانيا في المباراة الودية الأخيرة في إطار استعداداتنا للبطولة.
هناك آمال ضاعت ليس لأنها بالغت في تقييم قدرة المنتخب ومستواه الفني بل لأنها لم تتوقع الهزيمة خصوصاً بهذا العدد من الأهداف.
كالعادة.. علقنا المشانق وبدأنا مبكراً في محاسبة اللاعبين ووصل الحال ببعض المسؤولين عن الكرة في بلادنا إلى تسمية أشخاص بعينهم والتهديد بمعاقبتهم على التقصير متجاهلين بذلك الوضع النفسي الصعب والمعنويات المنهارة لمن اخترناهم لتمثيلنا في المونديال.
لقد استسلمنا مبكراً وحكمنا على أنفسنا بالهزيمة فيما تبقى من مباريات رغم ما عهدناه من شبابنا من عزيمة وإصرار على النهوض مجدداً وتحقيق نتائج مشرفة في مباراتي الأوروغواي ومصر.
إن ما يمر به المنتخب الآن هو انعكاس لواقع رياضتنا السعودية التي تعيش مرحلة انتقالية صعبة ومتسارعة شملت جميع النواحي المرتبطة بالمجال الرياضي دون استثناء.
نحن مؤمنون أن ما نشهده من تغيير وتطوير رغم قسوته وما قد ينتج عنه من إخفاقات سيقودنا نحو الأفضل.. وحتى يحين ذلك لا بد من إعادة الثقة لصقور الأخضر فنحن كما يقول سمو ولي العهد: مع منتخبنا غالباً أو مغلوباً.
محمد الطميحي
(الرياض)