ريال زيدان وزيدان الريال
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
من العنوان يتضح أن مقال اليوم سيكون مخصصاً للحديث عن لاعب ومدرب أسطوري، ونادي هامور وملكي، ومن يقرأ التاريخ جيداً ويعيش الحاضر بتفاصيله ويستشرف المستقبل بكافة احتمالاته، سيجد أن الريال ونجمه زيدان هما أبرز عنوان ممكن أن يقال عن النجاح والإبداع والهيمنة.
فالريال تاريخ عريق استطاع إن الملكي ثابت والبقية متغيرون.
أقولها وأنا بعيد كل البعد عن تشجيع هذا الفريق الهامور الطماع الذي يلتهم البطولات بلا رحمة ويحقق الإنجازات بلا شبع، والأرقام تقف في صف هذا الفريق العملاق، وتسكت أفواه المشككين الذين يعزون كل إنجاز مدريدي إلى الحظ تارة وإلى التحكيم تارة أخرى. وأعترف دون خجل بأنني في بعض الأوقات وصفت الريال بالمحظوظ والحكام بالمجاملين لهذا الفريق الملكي، وبنيت وصفي على حالات حقيقية حدثت في الملعب في عدد من البطولات، ولكن التاريخ يدون والأرقام تشهد بأن الحظ يفخر بمرافقة الفريق البطل لينال حظه من نجاحه، والحكام لا يجاملون الريال ولكن هيبة الملكي تجعل الصافرة تنحاز انصافاً لوقار وهيبة وجمال الريال، لذا أجدني اليوم أكتب وبكل إنصاف بأن الريال هو سيد أوربا ومليكها الدائم، الذي أصبح تحقيق اللقب الأوربي عند المدريديين أسهل من تحقيق البطولات المحلية.
وعندما نذكر دوري الأبطال الأوربي ينبغي ألا نغفل عن كلمة السر ومفتاح الإنجازات وربان الفرقة الملكية، إنه الأسطورة زين الدين زيدان المبهر لاعباً والمبدع مدرباً والخبير في تطويع البطولات وتحقيقها. كيف لا وهو من حقق اللقب الأوربي ثلاثة أعوام متتالية وعمره التدريبي لم يتجاوز الأربعة أعوام! إنه شيء يفوق الوصف ويتجاوز الخيال لاسيما وأنه حقق الدوري الإسباني وكأس العالم للأندية مرتين، إنه فعلاً أمر مبهر ونادر الحدوث، ولكنه زيدان النجم الذي حقق لفرنسا كأس العالم وكأس أوروبا، وأبدع مع اليوفي والريال كلاعب وها هو يتسلْطَن مع الريال كمدرب اكتسح الساحة بمجرد قدومه.
أعلم بأنني لو كتبت عدداً من المقالات فلن أنصف زيدان الأسطورة ولن أوصف زيدان المدرب، ولن أضيف لريال مدريد أي شيء جديد. لذا أكتفي بلغة الأرقام التي نصبت المدرب زيدان وفريقه الريال ملوكاً لأوربا وللعالم رغم أنوف المشككين، حتى وإن كنت أركب موجتهم أحياناً.
د. مقبل بن جديع
(الرياض)