المعارض والمؤتمرات .. قطاع اقتصادي جاذب
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
كل من حضر مؤتمرا أو معرضا في إحدى دول الجوار يجد أن غالبية المحاضرين والحاضرين والعارضين هم من السعودية، ما يطرح سؤالا منطقيا عن إمكانية إقامة مثل هذه النشاطات في بلادنا كي نوفر بعضا من الجهد والوقت والمال.. ونوجد صناعة متطورة لهذا القطاع الذي يمكن أن يكون داعما لعملية التنويع الاقتصادي باعتباره أحد القطاعات الاقتصادية الجاذبة.. ومن هذا المنطلق يمكن القول إن صناعة المؤتمرات والمعارض جاهزة للانطلاق كي تشكل مصدرا للدخل، إضافة إلى كونها مرآة تعكس مدى تطور النشاطات الأخرى.. فإنجازات الأمم تقاس الآن بما يعرض في معارضها ويتحدث عنه المتحدثون في اجتماعاتها ومؤتمراتها.. ولذا، فقد بدأ الاهتمام لدينا بتطوير صناعة الاجتماعات كما تسمى في المخاطبات الرسمية منذ أن صدرت الموافقة على تحويل اللجنة الدائمة للمعارض والمؤتمرات إلى برنامج وطني باسم “البرنامج الوطني للمعارض والمؤتمرات”، وأسندت رئاسة اللجنة الإشرافية على البرنامج إلى الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، المعروف بالإنجاز والمتابعة الدائمة.. ولذا، فقد أنجزت لجان البرنامج عديدا من الخطوات المهمة في سبيل توفير بيئة مناسبة وجاذبة لإقامة المؤتمرات والمعارض، ووضعت لتحقيق ذلك الأنظمة والإجراءات والبنية الأساسية، وأهم من ذلك وضعت آلية لكيفية دعوة المؤتمرات والمعارض الدولية المستمرة لجدولة إقامة فعالياتها في مدن بلادنا الرئيسة وتذليل العقبات المتعلقة بالتأشيرات والجمارك التي كانت حجة لعدم إدراج السعودية ضمن محطات هذه المؤتمرات والمعارض في الماضي.. وأكد القائمون على البرنامج الوطني للمعارض والمؤتمرات أنه قد تم العمل خلال الفترة الماضية على تذليل المعوقات الرئيسة المؤثرة على نمو صناعة الاجتماعات، مثل عدم وضوح الأنظمة والإجراءات وتعدد المرجعيات ومحدودية المعلومات والبيانات وقلة الكفاءات الوطنية المتخصصة ومحدودية المرافق ذات الجودة العالية.. وتعدد وطول مدة إجراءات التراخيص للفعاليات. ويهمني مما سبق بشكل أكبر الفقرة الخاصة بالكفاءات المتخصصة، حيث أسس البرنامج الوطني للمعارض أكاديمية متخصصة لتأهيل المواطنين وتزويدهم بالكفاءات والمهارات اللازمة، ومنها اللغة الإنجليزية.
وأخيرا، هناك جانب مهم، وهو تهيئة قاعات المعارض والمؤتمرات في المدن الرئيسة على أن يكون في بعضها أكثر من قاعة، فمثلا مدينة الرياض ذات الثمانية ملايين نسمة لا يكفي أن يكون فيها مركز واحد للمعارض، وجدة والدمام تحتاج إلى أكثر من قاعة مجهزة وبجانبها فنادق لسكن القادمين لهذه المؤتمرات والمعارض، ولو وجدت خطة البرنامج التي اقترحها لإنشاء مدن للمعارض والمؤتمرات داخل نطاقات المطارات الدولية، فإنها ستحقق عوائد اقتصادية كبرى، وأعتقد بلا تردد أن القطاع الخاص، وحتى المستثمر الأجنبي، جاهز للاستثمار في هذه المرافق إذا وجدت دراسات تؤكد جدوى هذه المشروعات مع أهمية مساهمة الدولة بأذرعها الاستثمارية في هذه المشروعات، مثل مساهمتها في القطاعات الأخرى.. كما يمكن أن تكون مكة المكرمة والمدينة المنورة أكثر موقعين يستقطبان المعارض والمؤتمرات الموجهة للمسلمين ولتكون السعودية وجهة المسلمين مثلما هي قبلتهم.
علي الشدي
(الاقتصادية)