ملالي الإعلام العربي
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
مشكلة بعض العرب أنهم لم يعودوا يفرقون بين المصالح المؤقتة، إذا كانت هناك مصالح أساسا، والأخطار الحقيقية المترتبة على العلاقات مع دول لها إستراتيجيات لا تتماشى ولا تنسجم مع مبادئ ومواثيق العلاقات الدولية التي تنظم طبيعة تلك العلاقات على أسس من الاحترام للسيادة الوطنية والشؤون الداخلية وسياسة كل دولة بحسب ما تقتضيه مصالحها الخاصة. هنا نشير إلى ما كان يسمى بمحور المقاومة أو الممانعة، أو أي اسم آخر من تلك المسميات الفانتازية، التي لا تعني سوى شيء واحد هو الانشقاق عن الخط العربي العام والارتماء في أوحال سياسات مريبة ومغامرات متهورة، تلك الدول تقاربت مع إيران بعد ثورتها وفضلتها على محيطها العربي وزايدت بقضايا وأزمات عربية لصالح أطماع إيران وأجندتها التوسعية، التي تريد السيطرة على المقدرات العربية.
في الجانب الآخر كان محور العقلانية والاعتدال والمنطق يسير في خط آخر متوازن بقيادة دول، كالمملكة والمنظومة الخليجية ومصر، كانت هذه الدول تستشعر ما يمكن حدوثه من إطلاق يد إيران في المنطقة، وكانت تتعامل بحذر منطقي مع ممارسات السياسة الإيرانية، وعندما كانت تحذر من تلك السياسة تجد من يقف ضدها من دول الضجيج، التي اتضح الآن أنه لم تكن تهمها أي قضية عربية، بل إنها مارست خيانات فاضحة قبيحة لقضايا العرب وتآمرت مع إيران لتقويض الأمن القومي العربي. وحتى عندما اتضح المخطط الإيراني بوضوح شديد بعد فوضى عام ٢٠١١ ودخول إيران بعض الساحات العربية عبر التنظيمات الميليشياوية الإرهابية تآمروا معها ضد قوميتهم العربية وشعوبهم المنكوبة بخياناتهم القبيحة.
الآن يمارس بعض الإعلام العربي المأجور دورا لا يقل سوءا بعد انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي مع إيران على خلفية عدم التزامها بشروطه واستمرارها في مشروع تسليح باليستي أصبح يشكل خطرا حقيقيا على دول عربية، كالمملكة وغيرها لو سمح باستمراره. ً إننا نرى الآن عربا يتبنون فوضى إيران أكثر من ملاليها وحرسها الثوري، سيلعنهم التاريخ ويسجل أفعالهم بحروف سوداء كوجوههم.
حمود أبوطالب
(عكاظ)