موقف السعودية من مقاطعة المغرب لإيران يتصدَّر صحف الرباط
تصدّر موقف السعودية الرسمي من إعلان الرباط قطع علاقاتها الدبلوماسية مع طهران اهتمامات الصحف المغربية، اليوم الأربعاء (الثاني من مايو 2018م)، وعدّت الإعلان خطوة إيجابية تتفق مع توجُّهات الدول العربية والإسلامية الداعية لِلَجْم التمدد الإيراني الطائفي في المنطقة ورفض تدخلاتها السافرة في الشؤون العربية والإسلامية.
وثمّنت صحيفة (المغرب اليوم) في تغريدة نشرها وزير الخارجية عادل بن أحمد الجبير، بـ(تويتر)، مفادها أنّ إيران تعمل على زعزعة أمن الدول العربية والإسلامية من خلال إشعال الفتن الطائفية وتدخلها في شؤونها الداخلية ودعمها للإرهاب، لافتًا إلى أنّ ما فعلته إيران في المملكة المغربية الشقيقة عبر تأييدها تنظيم (حزب الله) الإرهابي بتدريب ما يسمى بجماعة (البوليساريو) خير دليل على ذلك.
ونوّهت صحيفة (اليوم 24) بإدانة مصدر مسؤول بوزارة الخارجية السعودية بشدة للتدخلات الإيرانية في شؤون المغرب الداخلية من خلال أداتها (ميليشيا حزب الله) الإرهابية التي تقوم بتدريب عناصر جبهة (البوليساريو)، وتأكيده على الوقوف إلى جانب المملكة المغربية الشقيقة في كل ما يهدِّد أمنها واستقرارها ووحدتها الترابية.
ونقلت الصحيفة عن أستاذ العلاقات الدولية خالد الشيات، قوله: إنّ المغرب أعلن قطعه العلاقة مع إيران وليس مع لبنان، الذي ينتمي إليه حزب الله؛ “لأن الكل يعلم بأن حزب الله موجود حاليًا في سوريا ليس خدمةً لأجندة لبنانية، ولكن خدمة لمصالح إيرانية، وبالتالي فالعلاقة الوطيدة بين حزب الله وإيران لا تحتاج إلى تدليل”.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ تدخل النظام الإيراني الطائفي في المغرب بدعم “البوليساريو” جاء لإحداث حالة عدم استقرار أمني وسياسي وصولًا إلى إيجاد حالة حرب وانشقاق داخلي، واعتبرت توقيت إعلان قطع العلاقات الدبلوماسية كاشفًا للعالم لحقيقة النظام الإيراني الذي أثبت أنّه الداعم الأول للإرهاب في العالم، فضلًا عن محاولته المغرضة لشق الصف العربي ونشر مشروعه الطائفي في المغرب كما حدث في سوريا والعراق واليمن ولبنان.
ونقلت صحيفة (هسبريس) الإلكترونية عن المحلل السياسي، مصطفى طوسة، أن قرار قطع العلاقات مع إيران ذو علاقة وثيقة بالحقبة التي يعيشها مسار التسوية السياسية لقضية الصحراء الغربية؛ إذ حقق المغرب، ولسنوات متتالية، إنجازات دبلوماسية بنجاحاته في الترويج لمقترح الحكم الذاتي، وذلك بجعل منتديات نافذة في العالم تقتنع بجديتها وفاعليتها كمخرج سياسي للأزمة التي دامت أكثر من 40 سنة.
وقال طوسة: “تداعيات هذه الإنجازات المغربية أثارت غيظ وحقد القوة المعادية لوحدته الترابية، التي وجدت في سياسة الهروب إلى الأمام وسياسة الأرض المحروقة سبيلًا لتغطية فشلها وعجزها، ومن ثم اللجوء إلى عناصر من حزب الله، بتمويل وتعبئة سياسية إيرانية جزائرية، لمحاولة إشعال جبهة عسكرية كتلك التي تلتهب على أرض اليمن”.
ودعا المحلل المغربي إلى ما سبق أن طالبت به السعودية من عزل للنظام الإيراني ومحاسبته على جرائمه، مشيرًا إلى أنّ تدريب عناصر حزب الله الإرهابي لعناصر “البوليساريو” يعتبر إخلالًا بالأمن في المغرب وتجاوزًا للأعراف الدبلوماسية وقوانين الشرعية الدولية، مضيفًا: “يجب تبني لغة الحزم وعدم التسامح مع أي مؤشر يهدف إلى رفع شعار حرب العصابات على تخوم الصحراء المغربية عن طريق الاستعمال السياسي والعسكري لعناصر من حزب الله من طرف القيادة الاستخباراتية الإيرانية”.
فيما نوَّهت الصحيفة إلى ما اقترفه النظام الإيراني بتحويل العراق وسوريا واليمن ولبنان إلى بؤر طائفية، مشيرة إلى تخطيطه لتحويل المغرب إلى ساحة أخرى للاحتراب الطائفي، لولا كشف الحكومة المغربية لألاعيبه وفضحها لمؤامراته.
يُذكر أنّ المغرب سبق أن أعلن قطيعة دبلوماسية مع إيران في عام 2009، بسبب تورط عاملين في سفارة طهران في الرباط بأنشطة نشر التشيع وسط المغاربة، وقرر إغلاق المدرسة العراقية التكميلية في الرباط للسبب ذاته، لتنفجر الأزمة مجددًا بين البلدين بحلول العام 2016، عقب ظهور تنظيم شيعي باسم (رساليون تقدميون).
وتعد الأزمة الحالية، هي القطيعة الثالثة، والأخطر بالنسبة للمغرب؛ وذلك لأنها تتعلق بملف الصحراء الغربية بما يعني تهديد الوحدة الترابية للمملكة الشقيقة.