زوجي لا يتحمل المسؤولية.. ماذا أفعل
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
(تعبت كثيرا من تحمل مسؤولية البيت والاعتماد علي في كل شيء)، مثل هذه العبارة أسمعها من الزوجات أكثر من الأزواج، فالمرأة إذا اكتشفت أن زوجها لا يتحمل مسؤولية الأسرة والبيت تبادر هي بتحمل المسؤولية لكي تحافظ على بيتها، وفي كثير من الحالات تلعب المرأة دورها في الأسرة ودور الرجل، وهذا مما يشكل ضغطا كبيرا عليها، فقد دخلت علي امرأة وقالت لي: لقد تعبت كثيرا من الحياة لأن زوجي لا يتحمل مسؤولية البيت ولا الأبناء فأنا كل شيء مثل الماكينة، بالإضافة إلى أن زوجي عنده مشكلة في اتخاذ القرار فهو بطيء وممل ويرغب دائما أن يتولى غيره المسؤولية عنه، وإذا اتخذ غيره القرار فهو لا يعارض ولا يناقش، ومن الصعب عليه البدء في أي مشروع فقد شجعته كثيرا ودفعت له بعض المال ومع ذلك يتردد كثيرا.
قلت لها: هل لديك معلومات عن طفولته؟ قالت: نعم فهو الكبير المدلل في عائلته وكانت أمه كل شيء في حياته إلى يوم زواجه، وحتى بعد زواجه كانت تتصل بي كل يوم وتسأل عنه، فهو رجل بسيط يذهب للعمل كل يوم ويجلس في البيت وليس لديه طموح ولا يبادر في أي مشروع أو عمل آخر، قلت: هل لديه حساسية شديدة من انتقاد الآخرين له؟ قالت: نعم، وصفك له صحيح، قلت: هل تشعرين أن لديه ضعفا في الثقة بنفسه وأنه يحاول تقديم رغبات غيره على رغباته الشخصية، قالت: نعم صحيح، قلت: وهل يعيش في عالم الخيال أكثر من عالم الواقع؟ قالت: ليس دائما، ولكن ما يقلقني هو أني أريد أعرف كيف أتعامل معه؟
قلت: لعلاج هذه المشكلة هناك عدة أفكار، أولا: أن لا تعتمدي عليه اعتمادا كليا في أعمال البيت، وإنما تعاملي معه بسياسة التدرج، قالت: ماذا تقصد بالتدرج؟ قلت: أقصد كلفيه بأعمال بسيطة في البداية حتى ينجزها ويشعر بأنه صار منجزا، وبهذه الطريقة كأنك تعيدين تربيته من جديد وترجعين الثقة بنفسه، وكلما أنجز مهمة بسيطة كلفيه بمهمة أخرى وهكذا حتى يثق بقدراته، وحاولي أن تختاري الأعمال التي يحبها فلو كان يحب السيارات فكلفيه بصيانة وإصلاح السيارات، وإن كان يحب المشي فخططي لبرنامج المشي مع الأطفال بالحديقة وهكذا.
ثانيا: لا تفترضي أنه يعرف كيف يتصرف في المواقف، وإنما ساعديه في البداية واقترحي عليه طريقة في الإنجاز حتى ولو كانت المهمة عادية، مثل اصلاح الإنارة في البيت، فكثير من الرجال ليس لديهم المهارات اليدوية لأنهم تربوا علي أن يكونوا مخدومين لا خادمين، ثالثا: يمكنك تكليفه بالأعمال اليومية والروتينية والتي لا تحتاج إلى تفكير لاتخاذ القرار، مثل توصيل الأبناء للمدرسة أو إحضارهم أو الاهتمام بالحديقة، رابعا: وهي مسألة متعلقة في شخصيتك، بأن لا تتوقعي منه تغييرا سريعا أو كاملا وإنما اقبلي بالتغيير القليل والبطيء وحفزيه بين فترة وأخرى على الاستمرار، خامسا: ربما في البداية لا يستجيب لأي فكرة من الأفكار التي تحدثت معك فيها فلا تيأسي واستمري في الخطة التي تحدثت معك فيها فبعض الرجال يتغيرون بعد وقت طويل.
قالت: أنا متحمسة لتطبيق هذه الأفكار وأدعو الله أن يحقق التغيير على يدي حتى يساعدني زوجي في تحمل مسؤولية البيت فالحياة صارت صعبة وتحتاج لتعاون من الطرفين حتى تسير سفينة الزواج بهدوء في بحر الحياة الهائج، قلت: كلامك صحيح ويمكنك كذلك تحميل أبنائك المسؤولية حتى ولو كانوا صغارا ولكن كلفيهم بمهام تتناسب وأعمارهم وإمكانياتهم حتى لا تكرري خطأ أبيهم في الاعتمادية على الآخرين.
يمكنك تكليفه بالأعمال اليومية والروتينية والتي لا تحتاج إلى تفكير لاتخاذ القرار، مثل توصيل الأبناء للمدرسة أو إحضارهم أو الاهتمام بالحديقة.
د. جاسم المطوع
(اليوم)