مشروع «القدية» .. استراتيجيات الترفيه
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
يؤكد وضع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز شخصيا حجر الأساس لمشروع “القدية”، الوجهة الترفيهية والرياضية والثقافية في المملكة، أهمية المشروع، إضافة طبعا إلى أهمية المشاريع المشابهة التي اعتمدتها السعودية ضمن “رؤية المملكة 2030” وبرنامج التحول المصاحب لها. فالمشاريع الخاصة بالترفيه والثقافة والرياضة، هي جزء أصيل من عملية البناء الاستراتيجي التي تجري في البلاد على مدار الساعة، وتحقق إنجازات باتت واضحة، وفق أعلى معايير التنفيذ العالمية، بل إن هناك مشاريع تم إنجازها قبل مواعيدها، الأمر الذي يوفر مزيدا من القوة للحراك الاستراتيجي المشار إليه. يضاف إلى ذلك بالطبع، أن إشراف ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مباشرة على هذه الاستراتيجية منحها دفعات ضرورية إلى الأمام، خصوصا في ظل الذهنية المتطورة في عملية التحول ككل. والقطاع الترفيهي كانت المملكة تحتاج إليه بالفعل لأسباب اقتصادية ووطنية أيضا، إذا ما أخذنا في الاعتبار أن شرائح واسعة من السعوديين يتجهون إلى وجهات مختلفة في الخارج من أجل قضاء الإجازات والتمتع ببعض وسائل الترفيه والرياضة والثقافة التي توفرها تلك الوجهات. علما بأن المملكة تتمتع بقدرات ترفيهية سياحية عالية الجودة، إلا أنها لم تكن ضمن نطاق مؤسساتي كبير، كالذي نشهده الآن على الساحة. لأن مشروع “القدية” هائل في حجمه وكبير في تنوعه، فمن المتوقع أن يوفر عوائد تصل إلى 30 مليار دولار سنويا. وتكفي الإشارة إلى أن هذه الأموال يمكنها أن تدعم مشروعات وطنية كبرى، كما أنها توفر مزيدا من فرص العمل للسعوديين. والمشروع المذكور في حد ذاته، يعد آلية أخرى لتوفير هذه الفرص. إنه جزء من الاقتصاد الوطني إضافة إلى المشاريع المشابهة الأخرى، وهي مشاريع لا تستهدف السعوديين والمقيمين على أرض المملكة فقط، بل ستستقطب شرائح من السياح والزوار من الخارج. والتنوع الذي توفره مشاريع الترفيه، يعد تسويقيا ضروريا لها، ولا سيما في ظل أجواء أسرية راقية لا تتوافر في أغلبية الوجهات السياحية حول العالم. دون أن ننسى بالطبع، أن السعودية تحتاج إلى هذا المشروع وغيره، من جهة عدد الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 35 عاما فيها، وهؤلاء بحاجة بالفعل إلى مثل هذه الميادين، يمارسون فيها ما يرغبون في بيئة آمنة نظيفة بعيدة عن الخبائث في أماكن أخرى متعددة خارج البلاد. إنها ببساطة تدخل مباشرة ضمن نطاق التنمية الشاملة في البلاد اقتصاديا وثقافيا ورياضيا واجتماعيا وفنيا. واللافت أيضا أن مشروع “القدية” يتبع أفضل المعايير الخاصة بحماية البيئة، ما يوفر له أيضا دعما عالميا خصوصا في ظل الحملات المتصاعدة للحفاظ على البيئة حول العالم. أي أنه وغيره من المشاريع المشابهة، سيكون جزءا من منظومة حماية البيئة العالمية، ما يجعل المملكة أن تفخر حقا من هذه الناحية. المشروع هائل، تصل مساحته إلى 334 كيلو مترا مربعا، وسيتم بناؤه على مساحة تبلغ 40 كيلو مترا. وهذا يعني أنه قادر على استيعاب كل الفعاليات الموضوعة ضمن الخطة، بل إضافة فعاليات أخرى جديدة حسب الحاجة إليها. إنه من المشاريع القابلة للتطوير بصورة مستمرة، التي يمكنها بالفعل أن تأخذ مكانها في هذا المجال ليس محليا فحسب، بل على الصعيدين الإقليمي والعالمي أيضا. المشاريع المتعلقة بالترفيه والثقافة والرياضة والفن، ستكون أعمدة رئيسة على الساحة المحلية السعودية. والمملكة قادرة على توفير مثل هذه المجالات سواء على الصعيد التمويلي أو من جهة الكفاءة في الإدارة.