قمة «القدس».. ومنابر النضال «الضال»!
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
في خيمة العرب الكبرى، كان الإعلان السعودي على لسان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، بإطلاق قمة القدس على الاجتماع الـ 29 للقادة العرب، استمراراً لسلسلة طويلة وتاريخية من المواقف الداعمة بالأفعال -لا الأقوال- لقضية العرب المركزية، ورداً غير اعتيادي على الأبواق النابحة للأسف والتي تشكك في عمق المسيرة السعودية تحديداً إزاء القضية الفلسطينية، وتحاول ربطها بأجندة خبيثة يتبناها بعض مدعي النضال الوهمي سياسياً وإعلامياً، وما أكثرهم على الساحة العربية الآن، خاصة في مرحلة ما بعد فوضى الخريف المؤامراتي الذي ضرب العديد من عواصمنا فيما بعد 2011.
منابر النضال «الضال» هذه، عربياً أو إقليمياً أو حتى دولياً، لا تزال بين الحين والآخر، تردد أوهام صفقات ما، وتحشد لتمريرها في عقول كثير من المغيبين، كمحاولة يائسة للخروج من مأزقها السياسي بعد انكشاف عقدة نقصها التاريخية، أو أزمتها الفكرية بعد سقوط أخطر مشاريعها التدميرية لوطننا العربي عبر احتضان فصائل القتل والتكفير وانهيار أيدولوجيتها في الشارع العربي، إضافة لفضائحها الإعلامية التي باتت مجرد سهام طائشة ارتدت إلى نحورهم.. فباتوا يترنحون بحثاً عما يحفظ لهم وجههم.
الإعلان السعودي، ومن قلب المملكة، وعلى لسان قمة الهرم القيادي متزامنا مع دعم سخي للمقدسات الإسلامية في القدس المحتلة، جاء ليخرس ألسنة كل هذه الأبواق، ويلجمها بشكل جعلها تمارس هوايتها السخيفة الصيد في الماء العكر، وبات ترويج كل أذرعها الإعلامية طيلة الفترة السابقة يذهب ادراج الرياح، الأمر الذي لم يعد فيه السؤال عن حقيقة هذه الأذرع والدويلات الداعمة لها هو المهم، ولكن الأهم، هو افتضاح أمر بعض من كانوا يدعون «الأخوة» ويتشدقون بالتاريخ المشترك، ليكونوا أخطر من رأس المملوك جابر الشهير في التاريخين العربي والإسلامي.
نفهم أن إيران تسعى لإحياء امبراطوريتها القديمة، ونفهم أن مشروعها الطائفي بالتأكيد لا يحمل خيراً لعربي أو مسلم، والدليل صواريخ عميلها الحوثي في اليمن، وقنابل ميليشياتها الإرهابية في لبنان، وأجندتها لنشر الفوضى في الإقليم والمنطقة.. ولكن لا نفهم أبداً ماذا يريد بعض «الصغار» قيمة وتاريخاً وجغرافيا، وكيف صدقوا أوهامهم في الزعامة والقدرة على التأثير وتصوروا أن بإمكان «غازهم» قيادة المنطقة.!
المملكة، وكما قلناها مراراً، لا تتوقف عند الصغائر، والصغار دائماً لا يمكنهم قيادة الكبار، كل ما يملكونه أو يستطيعون فعله فقط، هو تعكير الأجواء أو إثارة الغبار واللغط، لكنهم يبقون أبداً مجرد أدوات ودمى تتحرك على مسرح عرائس اللاعبين المنتشرين في غرف المؤامرات السرية.
مواقف المملكة التاريخية تنظر للأمام مرفوعة الرأس، ولا تلتفت للصغار والصغائر.