احتضنتها مدينة الظهران السعودية
قمة القدس بالشرقية.. تطلعات العرب لغدٍ مشرق
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
كانت مدينة الظهران في المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية، أمس الأحد (15 أبريل 2018م)، على موعدٍ مع تجمع عربي تاريخي، في ظل العديد من القضايا الجديدة والقديمة التي تشغل العالم بصفة عامة والمجتمع العربي بصفة خاصة، وهو ما جعل قادة العديد من الدول العربية يشدون رحالهم صوب أرض الحرمين، والشقيقة الكبرى (السعودية) بحثاً عن دواء لداء الانشقاقات والحروب الذي ضرب عدد من الدول العربية في ظل أيادي تعمل على التدخل في شؤون تلك الدول لاختراق العرب، وهو ما تضح معالمه في النظام الإيراني الذي زرع مخالبه في عددِ من الدول واليمن نموذج لتدخل إيراني يخطط لتمزيق المنطقة لتحقيق أجندته في ظل دويلة قطر التي ترعى الإرهاب وتعمل على تسوية الطريق له ليعوث خراباً بالمنطقة.
تمدد إيران
واقع الحال هذا وملفات أخرى، جعل الظهران محطة لأنظار العالم الذي ينتظر مخرجاً من الأزمات التي تشهدها المنطقة لأجل غدٍ مشرق، وذلك في ظل التمدد الإيراني بسوريا واليمن والعراق ودول أخرى، وفي ظل الأزمة الفلسطينية والموقف الأمريكي الذي وقف مع إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني بنقل مقر سفارة واشنطن في إسرائيل، من تل أبيب إلى القدس الشريف، حيث عدّ القادة قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، معول هدم، ينسف عملية السلام في الشرق الأوسط، ويقوض الجهود العالمية المبذولة لإحلال السلام في المنطقة.
قمة القدس
كانت تسمية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز للقمة العربية (29) بـ (قمة فلسطين)، انتصاراً للمسلمين والعرب عامة والفلسطينيين بصفة خاصة، فكانت التسمية محل احتفاء وافتخار وارتياح القادة المشاركين في القمة، وكانت معها مطالبة القادة القديمة المتجددة بإقامة دولة فلسطينية، وعاصمتها القدس الشريف، رافضين تماماً القرار الأمريكي.
عباس يسأل
جاء تنبيه الرئيس الفلسطيني عباس محمود، خلال أعمال القمة، التي احتضنها مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء)، بأن هناك خطراً يحيط بقضية فلسطين، أبقاها دون حل رغم صدور مئات القرارات عن الجمعية العامة ومجلس الأمن، لم تطبق جميعها.
وتساءل عباس، خلال كلمته، قائلاً: “إلى متى ستبقى إسرائيل دون مساءلة أو محاسبة، تتصرف كدولة فوق القانون؟. هناك 705 قرارات صدرت عن الجمعية العامة، و86 قراراً صدرت عن مجلس الأمن، لم ينفذ قرار واحد منها”.
شلل عربي
تنبيه أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، للقادة العرب ظهر جلياً خلال كلمته وهو يقول: “لا زالت سماء أمتنا العربية ملبدة بغيوم سوداء ولا زال الطموح بعيد المنال في وصولنا إلى أوضاع آمنة ومستقرة لبعض دولنا العربية ولا زال عملنا العربي المشترك يعاني جموداً إن لم أقل تراجعاً وشللاً في بعض الأحيان فأمام هذه الحقائق المؤلمة يمثل انعقاد قمتنا العربية المباركة اليوم بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة”.
ودعا أمير الكويت، إلى ضرورة مضاعفة الجهود لحل الخلافات التي تعصف بالعالم العربي والتي قال إنها تمثل تحدياً لنا جميعاً يضعف من تماسكه وقدرته على مواجهة التحديات والمخاطر المتصاعدة التي يتعرّض لها وتتيح المجال واسعا لكل من يتربص به ويريد السوء بالأمة العربية.
مواجهة إيران
اتفق المشاركون في القمة، على أهمية مواجهة الأخطار التي تحيط بالأمة العربية، والتي قالوا إنها تتجسّد في الخطر الإيراني، وما يشكله من تهديد كبير على الأمن والسلم الدوليين، مطالبينا المجتمع الدولي باتخاذ التدابير الأمنية والعسكرية، للحد من التهديد الإيراني، ومخططاته التوسعية على حساب دول المنطقة.
وحمّل القادة العرب الميليشيات الحوثية، المدعومة من إيران، مسؤولية نشر الإرهاب في المنطقة، وحملوا إيران نفسها مسؤولية الصواريخ الباليستية التي يطلقها الحوثيون على المناطق السعودية، مشددين على أهمية أن تتوقف إيران عن مخططاتها، وأن توقف دعمها المباشر لجماعة حزب الله أيضاً.
وحدة سوريا
أمّن القادة العرب، بأهمية القصوى في إيجاد حل عاجل للقضية السورية، مطالبين المجتمع الدولي بالقيام بالتزاماته تجاه هذه القضية، التي تضمن وحدة سوريا، وسلامة شعبها، حيث شدّد ملك الأردن الملك عبدالله بن الحسين، على أهمية السعي المستمر للتوصل إلى حل سياسي يشمل جميع مكونات الشعب السوري الشقيق، ويحفظ وحدة سوريا أرضاً وشعباً، ويساهم في عودة اللاجئين.
وقال: “قمنا بدعم جميع المبادرات التي سعت لدفع العملية السياسية وخفض التصعيد على الأرض، كمحادثات أستانا وفيينا وسوتشي، مع التأكيد على أن جميع هذه الجهود تأتي في إطار دعم مسار جنيف وليس بديلاً عنه”.
زمام المبادرة
رأى الرئيس اليمني عبدو ربو منصور هادي، أن هناك أملاً يلوح في الأفق، وقال في كلمته: “بالرغم من قتامة الواقع، لكننا نمتلك اليوم، ونحن نجتمع في هذه القمة، برئاسة ملك الحزم والعزم الذي أعاد الأمل للتلاحم ووحدة الصف العربي، أخي خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز، فرصة جديدة لاستعادة زمام المبادرة، والنهوض بأمتنا العربية، بالبناء على ذلك التلاحم العروبي التاريخي الذي صنعه وقاده الملك سلمان لقطع أيادي إيران وتدخلاتها العبثية في المنطقة ابتداء من البحرين واليمن”.