دروس ولي العهد الإعلامية
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
الجولات التي قام بها الأمير محمد بن سلمان ولي العهد -حفظه الله- في عدد من الدول حول العالم خلال الفترة الماضية ومازالت.. جولات مهمة على كافة الأصعدة لنا ولكل الأصدقاء الذين ذهب إليهم.
ومن الأهداف الأساسية لهذه الزيارات هي رسالته أن المملكة تمد يد التعاون والشراكات الحقيقية من أجل بناء صفحات جديدة للوطن في المجال السياسي والعسكري وكذلك الاقتصادي والثقافي والترفيهي والتقني، بل أكاد أجزم أنها في أغلب المجالات التي تحتاج إلى تطور وتغيير، وأيضاً في نواحٍ جديدة تفتح آفاقاً لنا في المملكة الجديدة التي تعود إلى سابق عهدها حيث إنه من حقنا أن نحيا حياة طبيعية زاخرة بالتقدم والرقي لضمان سعادة وأمان المواطن السعودي أسوة بمواطني دول العالم المتقدم فلدينا كل المقومات لذلك.
اللافت في زياراته -حفظه الله- اللغة الإعلامية الواضحة والقوية، المدعمة بسلاسة أفكاره الاستراتيجية الموثقة بالأرقام والحقائق، التي يتحدث بها إضافة إلى الانفتاح على الإعلام الغربي وبكل شجاعة وشفافية وسرعة بديهة.. فماذا نتعلم منه نحن الإعلاميين؟
كنا نقول ومازلنا أن عدم وجودنا في الخارج إعلامياً هو الذي مكن الأصوات المضللة والمغرضة رغم قلتها أن تسود. أصوات موجودة في الساحة وفي الجهة المضادة لمصالحنا الوطنية، وهذه الأصوات قد تكون من الخارج لأهداف يحيكها لنا الأعداء أو أصوات من بعض أبناء الوطن المغرر بهم أو من أولئك الذين يعتقدون أن نقد الوطن في الإعلام الغربي هو الطريقة الصحيحة للتعبير عن آرائهم ووصول مطالبهم إلى مربع الحصول عليها. متجاهلين الحقيقة أن مشاكلنا وقضايانا نحن أولى بها وبحلها داخلياً بدلاً من خروجها بطريقة مشوهة إلى الإعلام الغربي.
ولذا، لن أبالغ، حين أقول إن المهمة المطلوبة من وزارة الإعلام هي من الأهمية ولا تكاد تكون أقل من المهمات المطلوبة من باقي الوزارات الأخرى حيث إن بناء المحتوى الوطني وتوظيف القدرات الوطنية الإعلامية المؤهلة هو مرتكز أساس للإعلام بدور المملكة والدفاع عن سياساتها وعن أبنائها عامة وتعزيز مواقفها. وكما قال معالي وزير الإعلام: «يجب أن يكون صوتنا واحداً، وألا نترك فراغاً يمكن أن يملأه غيرنا بتأويلات ومقاصد يرويها كما يريد». ولي العهد -حفظه الله- كان حاضراً متمكناً من الرد والتفسير المسهب لأمور عدة سواء كانت على المستوى السياسي أو الشخصي، مما ترك أثراً إيجابياً على كثير من محاوريه الغربيين واستفتاءات الرأي العالمية وقد أصبح -حفظه الله- بحق من الشخصيات المؤثرة على المسرح الدولي.
لكل هذه الدروس منه -حفظه الله- لنا بحيث نستوعب حساسية المرحلة القادمة وعلينا أن نختزل المسافات للوصول بالإعلام السعودي إلى المستوى المطلوب من الحضور المحلي والعالمي وهذا لا يتأتى إلا بالتخطيط والإقدام على دعم وتنفيذ برامج متسارعة للنهوض بمستوى الإعلاميين واستقطاب الكفاءات الوطنية لتنفيذ الخطط الإعلامية المواكبة لتطلعات الرؤية. الإعلام هو ساحة معارك دائمة ويجب أن نكون على أهبة الاستعداد للمنافحة والدفاع عن وطننا وسياساته متسلحين بالمعرفة وقوة الحضور والشفافية في الطروحات المهمة.
الدور المنتظر من وزارة الثقافة والإعلام في المرحلة القادمة كبير ومهم ومواكبة ما تم خلال رحلات ولي العهد -حفظه الله- الحضور المميز واللغة الواثقة والشفافية في الطرح إضافة الى التسليح القوي بالمعرفة والعلم والخبرة.. الوقوف على الحدث.
لا نقلل من عمل أياً كان ولا نشك في حرص الكل.. لكن عهداً إعلامياً جديداً يوازي التطور والتغيير الحاصل في كل الاتجاهات.
ولنتعلم من الحضور الإعلامي لولي العهد – حفظه الله -.