قطر ما بين القناتين
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
الذي يتابع «الحالة» القطرية، يعلم علم اليقين، بأن هذه الإمارة الصغيرة في كل شيء، تبتعد يوما بعد يوم عن محيطها الخليجي، وتزداد عزلتها دوليا. فالمال الذي تبدده للتعاقد مع مكاتب العلاقات العامة حول العالم، لن يحرك ساكنا أو يغير من واقع عزلتها تلك.
القيادة القطرية المتهورة، لم تتعلم من أن التآمر على المملكة مصيره الفشل، وأن المراهنة على بعض المرتزقة لإثارة المشاكل داخلها، ضرب من الجنون، لا يتعدى كونه مراهقة صبيانية لا فائدة منها.
كل يوم يمر على القطريين، تصبح عودتهم لمحيطهم الخليجي والعربي، أكثر صعوبة وتعقيدا، وأن ما كان يكفي بالأمس للعودة، قد لا يكون كافيا اليوم. ولكن لأن من يمسك بزمام أمور الدوحة اليوم، يدرك أنه سيكون أول الضحايا عندما تفوق الدوحة من غيبوبتها وتقدم قرابينها ثمنا لعودة «مذلة» متوقعة، فإنه يستميت لإقناع القيادة القطرية بعدم التراجع.
قطر اليوم بين قناتين، قناة الخنزيرة، والقناة المائية التي سيتم حفرها خلال عام واحد فقط، والتي ستحول قطر لمجرد جزيرة صغيرة لا قيمة لها، ربما تشجع صناع السينما العالمية لاختيارها مكانا مناسبا لتصوير الأفلام السينمائية، وخاصة أفلام الغدر والخيانة، وعصابات المافيا والمخدرات والرشاوى. فليس هناك بيئة تجمع كل تلك القذارات غير تلك الجزيرة المعزولة. فماذا عساها تختار!!
الدوحة تدخل مرحلة خطيرة من مراحل الاكتئاب، بعد أن ضاق الخناق عليها؛ بسبب خيانتها لجيرانها، وبعد أن انكشفت أفعالها ومؤامراتها أمام العالم بتصرفاتها لدعم المنظمات الإرهابية. ومن الطبيعي أن تنشئ المملكة قاعدة عسكرية لها على جزيرة سلوى التي ستكون «قطر بكاملها» جزءا منها، بعد أن سمحت الدوحة لكل من هب ودب بإنشاء قواعده العسكرية هناك.
المكابرة لم تعد ذات قيمة، والخسائر جراء نفيها اجتماعيا وسياسيا، باتت تشكل خطرا كبيرا عليها. وليس أمامها إلا باب واحد يؤدي لعاصمة القرار «الرياض» عاصمة الحزم والعزم، قبل أن يغلق للأبد. ولكم تحياتي.
محمد البكر
(اليوم)