هل ضاعت صنائع المعروف بيننا ؟
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
ربما هذه هي جزء من الحقيقة المرة للأسف إذ وجدت من واقع تجاربي في هذه الحياة ومن واقع مخالطتي للناس انك بالكاد تجد أحداً يقدم لك خدمة لوجه الله حتى لو كنت أيها العبد المسكين في أمس الحاجة لها ما لم يقوم بمماطلتك ومساومتك على ما تريده منه وذلك إما بطلب خدمه مقابل خدمة سواءً منك أنت أيها المحتاج وإما بطلب أن تسعى له فيما يريده عند أحد معارفك المقتدرين وقد يطلب ذلك مع أن الشيء الذي تطلبه منه قد يكون حق من حقوقك المشروعة وليس فيه مضره لأحد فكيف له أن يفعل ذلك و قد غفل أو تغافل أن ذلك من صميم واجبه متناسياً حديث المصطفى (لئن يمشي أحدكم في حاجة أخيه خير له من أن يعتكف في مسجدي هذا).
وأما متى ما عرف أخينا في الله أنك من ذلك الصنف الذي على باب الله أولئك الذين ليس ورائهم ولا أمامهم من حطام الدنيا شي فانه يقاطعك في الحال ويقوم باختلاق الأعذار الواهية وسد جميع الأبواب والذرائع في وجهك حتى قبل أن يدعك تكمل كلامك الذي بدأته معه إذا لا داعي لان يضيع وقته الثمين في مالا ينفعه و الأعظم من هذا أن الأمر وصلنا بنا إلى ما هو أسوأ من ذلك إذ أننا لم نعد نرد السلام على من يبادرنا بالسلام لمجرد كوننا لا نعرفه من قبل وليس من المألوفين لدينا وذلك خشية أن يكون سلامه علينا مجرد استدراج لطلب قضاء حاجه من حوائج الدنيا وحتى لو كان الأمر كذلك وكان باستطاعتنا أن نمد له يد العون فما الضير أن نمدها هل لأن الرحمة ماتت في قلوبنا أم لأننا نسينا أو تناسينا قول المصطفى عليه الصلاة والسلام السلام سنه ورده واجب والآية (وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها).
والسؤال الذي يطرح نفسه في وقتنا هذا لماذا أنا أيها المسلم أتجرد من كل معاني إنسانيتي وأخلاقي وقيمي التي تربيت عليها و تعاليم ديني السمحة لمجرد سوء ظن أو لمجرد شك أو بسبب تجربه سيئة سبق أن مررت بها أو مر بها غيري من قبل والطامة الكبرى لماذا أمضي في طريقي وكأن عابر سبيل لم يستوقفني وقد جمع كلانا طريق واحد جنبا إلى جنب لكي يسألني عن إحدى الأماكن أو المحال أو العناوين فاصم أذني عنه وأدير له ظهري وكأنني لم أسمعه وأنا في قمة التجاهل واللامبالاة بالسائل تاركاً له وهو في غاية الذهول والانكسار ألهذه الدرجة وصل بنا الحال من الأخلاق والتردي والتفلت من تعاليم ديننا الحنيف والسؤال أين توارى يا ترى ذلك الإنسان الذي يبادر من تلقاء نفسه بتلمس بالكاد حوائج الناس ومن ثم لا يهدأ له بال حتى يسعى لقضائها دون منةٍ منه أو مذله وأنما يفعل ذلك ابتغاء وجه الله وطلب مرضاته وبحثا عن الأجر واحتسابا للمثوبة من لدن العفو الكريم والله انه لشيء يبعث على الحزن والأسى ويندى له جبين كل النزهاء والشرفاء والكرام وتتبرأ منه كل البراءة أخلاقيات وتعاليم وقيم دين أمتنا المحمدية.
عبدالله الشمراني
جامعة الملك سعود ـ عمادة شؤون الطلاب
كلامك كله موجود في الحياه
استاذ عبدالله ابدعت في هذا المقال الاكثر من رائع….