وفاة 64 شخصاً في أسوأ حريق بروسيا
توفي 64 شخصا، معظمهم من الأطفال، جراء حريق مدمر اندلع في مركز تسوق مكتظ بمدينة كيميروفو الصناعية في سيبيريا الغربية، فيما لا يزال عمال الإنقاذ يبحثون عن الجثث بين الأنقاض المحترقة.
وبث التلفزيون الروسي الأحد (25 مارس 2018م)، صورا لدخان كثيف أسود ينبعث من النوافذ ويرتفع فوق سطح هذا المبنى الضخم بعد أكثر من ست ساعات على اندلاعه.
وكان عدد كبير من الأشخاص يؤمون المركز التجاري الذي يضم قاعدة ساونا ودور سينما ومطاعم وقاعة بولينغ، فيما تجاوزت الأضرار 3 مليارات روبل (42،6 مليون يورو).
وقال وزير خدمات الطوارئ فلاديمير بوشكوف للتلفزيون الروسي: “للأسف قتل 64 شخصا بسبب الحريق، مضيفاً أن هذا هو العدد النهائي ويشمل ستة أشخاص لا زالوا تحت الأنقاض.
وذكرت لجنة التحقيق الروسية، أن سقف المركز التجاري انهار في قاعتي سينما بسبب الحريق الذي اندلع نحو الساعة الرابعة مساء بالتوقيت المحلي (09,00 ت غ) الأحد.
وذكر شهود عيان لـ(التلفزيون الروسي)، أن بعض زوار المركز لم يسمعوا أصوات صفارات الإنذار أو أنهم لم يأخذوها على محمل الجد، وان النار انتشرت بسرعة كبيرة ما أدى الى انفصال العديد من الأطفال عن ذويهم.
وقالت الفتاة ميلينا التي كانت تزور المول مع والديها: “جهاز الإنذار لم يعمل، والناس كانوا يركضون ويصرخون في فزع”.
وذكر العديد من شهود العيان، أن أبواب إحدى قاعات السينما في المركز حيث كان الأطفال يشاهدون أفلام كرتون، كانت مغلقة.
وقالت شاهد عيان ذكر أن اسمها كونستانتين لإذاعة (بزنس راديو)، أن صفوفاً دراسية بأكملها من القرى المجاورة كانت في قاعة السينما، لقد احتجز هؤلاء الأطفال في القاعة”.
وقال الكسندر ليفيالي الذي فقد ابنتيه التوأم (11 عاما) وابنته البالغة خمس سنوات في الحريق، لموقع (ميدوزا للأنباء) أن بناته اتصلن به ليقلن إن باب السينما لا يفتح.
وأضاف: “واصلت ابنتي الاتصال بي، وصرخت عليها وقلت لها أن تحاول الخروج من السينما، ولم استطع ان افعل شيئا، فقد منعتني ألسنة اللهب”.
وصرح سكان لصحيفة (ار بي كاي)، أن قاعة السينما غالبا ما تغلق الأبواب لمنع الناس من الدخول بدون تذاكر بسبب نقص الموظفين.
وقال مكتب النائب العام، اليوم الاثنين، إنه سيتم فحص إجراءات السلامة الاثنين في جميع مراكز التسوق التي تضم أماكن ترفيهية في جميع أنحاء البلاد.
وذكرت وزارة خدمات الطوارئ الروسية، أن الحريق اندلع في الطابق العلوي من المركز المؤلف من أربعة طوابق ما أدى إلى انهيار الطوابق والسقف.
وقالت شاهدة العيان اناستاسيا كليبوفا لتلفزيون (روسيا 24): “شارة الإخلاء أنارت مرتين فقط. ولم نصدق الأمر في البداية… وخرجنا من الظلام والدخان. وكان السواد قد غطانا. لقد ارتفع هذا الدخان خلال دقيقتين او ثلاثة”.
وذكر شهود عيان ان العديد من الأطفال انفصلوا عن البالغين بعدما جاؤوا للاستمتاع بمرافق من بينها مركز للترامبولين.
وقالت كليبوفا: “بدأ الناس في الركض. كان الأمر مروعاً. كان هناك الكثير من الاطفال بدون ذويهم”.
وذكرت وزيرة الصحة فيرونيكا سكفورتسوفا لـ(شبكة روسيا 24 التلفزيونية)، إن طفلا في الحادية عشرة من عمره قفز من الطابق العلوي هربا من ألسنة اللهب، وأن عائلته جميعها قتلت في الحريق. وقالت ان إصابته خطيرة.
وأضافت: أن شاباً عمره 18 عاما قفز كذلك هربا من الحريق ويعاني من إصابة خطيرة، كما يعالج تسعة أشخاص من استنشاق الدخان.
والاثنين يحاول أكثر من 500 رجل اطفاء كسر الجدران وإزالة الأنقاض وسط جو مليء بالدخان ودرجات حرارة مرتفعة.
وأعلنت لجنة التحقيق الروسية أنها فتحت تحقيقا جنائيا فيما تم توقيف أربعة أشخاص بينهم مستأجر الطابق الذي اندلع فيه الحريق، ومدير الشركة التي تدير المركز التجاري.
وأعربت مندوبة حقوق الطفل لدى الكرملين آنا كوزنيتسوفا، في تصريح تلفزيوني عن أسفها بالقول: إن “سبب الحريق هو الإهمال. المعايير محددة، لكن طريقة تقيدنا بها هي السبب الكارثي لكل المآسي التي نراها اليوم”.
وأضافت: أن “مراكز تجارية مماثلة موجودة في كل المناطق تقريبا. وهذه المأساة يجب ان تكون مؤشراً ملحا لضرورة التحقق من أنظمة السلامة فيها”.
وتطوع مئات الأشخاص للتبرع بالدم من أجل الضحايا، كما ذكرت السلطات المحلية.
ويلقى عدد كبير من الأشخاص مصرعهم سنويا في حرائق تندلع في روسيا، التي تعاني من بنى تحتية في حالة يرثى لها وغالبا ما تعود إلى الحقبة السوفياتية، حيث كان يتم التساهل في تطبيق التدابير الأمنية.