المملكة.. وأكاذيب الإعلام «المفخخ»
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
الحرب الإعلامية القذرة، التي تتعرض لها المملكة وشقيقتاها الإمارات والبحرين، من بعض «خَدَم» العقلية الفارسية في المنطقة تكشف عن حجم الحقد الكبير الذي يعشش في أذهان من تعودوا أن يكونوا أتباعاً ورهائن لأجندة الهيمنة، وسمحوا لأنفسهم بأن يكونوا أذرعاً عميلة تخدم المشروع الطائفي المقيت، صفوياً كان أم «إخوانياً».
وإذا كانت فلسفة الإعلام الدعائي من أيام الألماني جوبلز قبيل الحرب العالمية الثانية، تقوم على نظرية أن «الأكاذيب الكبيرة تنطلق من حقائق صغيرة» فإن الأذرع الإعلامية وميليشيات كتائبها الإليكترونية الممولة من بعض دول الجيران، فاقت أساتذتها النازيين، وتفوقت عليهم، ليس عبر استهداف واضح، ولكن من خلال أكاذيب رخيصة ثبت مدى خستها، تلعب نفس اللعبة التي مارستها خلال مرحلة الخراب العربي عام 2011 وما بعدها، وتقوم على تغييب العقول وتسطيحها وبث شعارات الفرقة والصراع وهدم الأوطان وضرب اللحمة الشعبية عربياً في العديد من الدول.
الدعاية القطرية مثلاً، نموذج واضح لهذا المسار التغييبي المنتفخ، الذي لا يريد الاعتراف بالواقع، ويعيش نفس الوهم الإيراني الحالم بالامبراطورية الفارسية التي تجاوزها الزمن، لذا قدم قناته الإعلامية كنموذج للإعلام الحر، بينما هو في حقيقته إعلام «شعبوي» ينفخ في كير تقسيم المنطقة وتأجيج الصراعات فيها من أجل مشروعه الذي ينفذه بالوكالة نيابة عن أجهزة مخابرات غربية وإسرائيلية بالتحديد.
وإذا كان الهدم أسلوباً إيرانياً معتاداً، شاهدناه ودفعنا ثمنه في العراق ولبنان واليمن مثلاً عدا بعض «خَدَمها» في دولنا الخليجية، فإن التقسيم والفرقة مخطط قطري يرعى حركات وتيارات خارجة عن الدولة الوطنية، كما عانت منه مصر وليبيا أيضاً، لذا نجد أن إيران قدمت جمهوريتها الطائفية كـ«مشروع إسلامي» حرصت على تصديره لكل دول المنطقة وربما العالم عبر ميليشياتها حزب الله، والحوثيين، فيما قدمت قطر خلافتها الإخوانية، كـ«هوية إسلامية» أيضاً شاركتها فيه دول إقليمية غير عربية طمعاً باستعادة الخلافة المزعومة، تحتضن قادته وتمولهم وتدعمهم معنوياً وسياسياً وإعلامياً.. وهنا نجد أن «الإرهاب» القطري الذي تصدت له دول المقاطعة الرباعية، لا يقل خطورة عن «الإرهاب» الإيراني الذي يتصدى له العالم.
لذا، كان هذا النوع من حروب الجيل الرابع المفخخة والتي تزرع ألغامها يميناً ويساراً في محاولة لتسويق أجندتها العبثية في المنطقة بلا كلل أو ملل، وبدلاً من أن يكذبوا ويكذبوا حتى يصدقهم الناس، لا يزالون يكذبون ويكذبون حتى صدقوا أنفسهم، ولأنهم لا يريدون أن يفيقوا من أوهامهم وانتفاخاتهم المزعومة، ها هم يدورون الآن، وفي غيّهم يعمهون.