حمد بن جاسم.. لقد فات الأوان!
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
كشف وجود حمد بن جاسم وزير خارجية قطر في تويتر بعد أشهر من المقاطعة الرباعية عن تحول في سياسة الخطاب الإعلامي القطري من الأزمة، حيث فشلت قناة الجزيرة في إحداث التغيير والتأثير بعد أن فقدت ثقتها ومصداقيتها بين الجماهير، كما لم يعد الإعلام المضاد أو مدفوع الثمن قادراً على المواجهة، ثم لم يكن لدى الأشخاص المكلفين بتشويه الحقائق ونشر الأكاذيب في حساباتهم الوهمية القبول أو القدرة على الاستمرار، فضلاً عن تخبطات الخطاب السياسي مدعوماً من وزير الخارجية القطري الذي ليس له علاقة بمنصبه، أو وعي بالكلمات التي يعبّر عنها، وكل ذلك يحسب لإعلام دول الرباعية التي نجحت في مهمتها في تقويض ردة الفعل القطرية الرسمية والمأجورة، وتعريتها.
لذا؛ تم الدفع مجدداً بحمد بن جاسم إلى عالم تويتر في توقيت صعب بعد أن احترقت أوراق كثيرة في الإعلام القطري المأجور، واضطرت الأفاعي أن تخرج من جحورها لتنفث آخر سمومها، وتعود إلى الواجهة بمضمون بليد ورخيص، ومزايدات تجاوزها العقل الخليجي قبل العربي، وتناقضات ليس للوعي رغبة في إثارة التساؤلات حولها بعد أن تكشّفت الحقائق على الملأ.
الحقوق الفلسطينية التي يتحدث عنها ابن جاسم كان وشريكه العاق حمد بن خليفة هما من غدر بالعرب في تحقيقها بعد رفع الأعلام والرايات الإسرائيلية في دوحة قطر والتطبيع معها، واستقبال شمعون بيريز بالورود، وتعزيز التبادل التجاري مع دولة الاحتلال، فضلاً عن تحريك الفصائل الفلسطينية لإفشال مبادرة السلام العربية.
بعد كل هذا يأتي ابن جاسم ليعطينا درساً في الأخلاق والوفاء بعدم التفريط بالحقوق الفلسطينية، والقدس تحديداً، والهدف ليست القضية، وإنما محاولة يائسة في تغيير حالة الدفاع عن بلده المتورط في دعم الإرهاب ونشر الفوضى وربيع الثورات إلى حالة الهجوم في مربع آخر يستجمع فيه القوى والجماهير ليلفت الانتباه أن الموضوع أكبر من قطر، وتحديداً فلسطين، ثم سينتقل قريباً إلى مربع آخر مغرداً عن الإرهاب، وثالثاً عن البيت الخليجي، ورابعاً عن الديموقراطية، وهكذا سيتنقل إلى مربعات مجدولة مهمتها الأولى تخفيف الضغط عن جرائم دويلته التي كان أحد أهم أسبابها، وتشتيت الجمهور عن أزمة قطر.
يعتقد ابن جاسم أن الجمهور في تويتر مثل غيره من الوسائل الأخرى يمكن التأثير فيه بسهولة، أو الالتفاف على ذاكرته، أو تعميق فجوة تساؤلاته، ولكن تفاجأ الرجل أن الجمهور واعٍ، حيث حملت ردوده عليه والتهكم فيه ما لا يطيقه، ولن يطيقه؛ لأنه باختصار كاذب، ومحتال، وللمعلومية فقد تجاوزت ردود الجمهور الدال والمدلول والدلالة والمعاني التي حملتها تغريدات ابن جاسم، ووصلوا إلى تفكيك الأيديولوجيا الثورية التي يحملها في أحشاء تلك التغريدات، وهذا وحده كافٍ لإثبات أن الجمهور لم يعد متقبلاً أن تكذب عليه مرة أخرى، أو بمعنى آخر انتهت اللعبة، وما خفي أعظم!
د. أحمد الجميعـة
(الرياض)